عيون العالم حاليا على "كورونا" وتوابعه، وعلى أوكرانيا الشبيه حال اسمها باسم الديك الرومي، الطائر المعروف بأسماء مختلفة باختلاف الشعوب ولغاتها، فهي "أوكرانيا" بالعربي والإسباني والبرتغالي، أو "أوكرين" بالفرنسي، كما "يوكرين" بالإنجليزي والهندي، أو "أوكراينا" بالتركي والإيطالي والإندونيسي والياباني، وبالألماني هي أوكرائينا.
أما الصينيون، فيشطحون بعيدا عن لحن الاسم، ويلفظونه أوكرولاين، والوحيد الذي ينطقه كما يلفظه سكان البلاد البالغين 44 مليونا، هو الروسي، فيقول: "أوكرايينا" وهذا هو الاسم الحقيقي لأعرض دولة متواجدة جغرافيا بكاملها في أوروبا، والثالثة بعد روسيا وفرنسا بحجم مساحتها البالغة 603,628 كيلومترا مربعا.
أجمل عملة ورقية
ومن يجمع معلومات في الإنترنت عن البلاد التي يعني اسمها "الحدود" بلغتها، سيجد قصصا وحكايات لافتة للنظر، منها أن فيها محطة اسمها Arsenalna هي الأعمق لمترو أنفاق بالعالم، إلى درجة أن سلمها الكهربائي، وهو من 90 درجة، يستغرق 5 دقائق لينقلك إليها، أو يصعد بك منها، واضطروا لبنائها في 1960 بعمق 105.5 متر تحت سطح الأرض في ضواحي العاصمة كييف، ليتمكن القطار من المرور أسفل ضفتي نهر Dnieper المار في المنطقة، والغريب في "أرسنالنا" الموصوفة بأنها مثالية للهرب من البرد القارس، أن درجة الحرارة تظل 18 مؤية في داخلها طوال العام، من دون أي تغيير.
أوكرانيا شهيرة أيضا بأنها بلاد النساء الجميلات، ممن عددهن في المتر المربع أكبر مما في متر مربع بأي بلد آخر، وهن مختلفات، شقراوات وسمراوت بعيون زرقاء أو خضراء أو عسلية، وبنسبة أنوثة هي بين الأكبر في المعمورة، وفقا لما وجدته "العربية.نت" بمواقع إعلامية عدة، ذكر بعضها أن كل 100 امرأة يقابلهن 86 رجلا من السكان. كما لفت بعضها الانتباه إلى جمال عملتها hryvnia الورقية، بالقول إن خبراء سويسريين اختاروا في 2008 أجمل 50 عملة، فاحتل "هريفنيا" المرتبة الأولى، تلاه الدولار الأسترالي، ثم اليورو، وجاء Lev البلغاري رابعا، والدولار الأميركي خامسا.
في أوكرانيا، المعروفة بكثرة الغزلان المختلفة الأنواع، طائر يسمونه Ciconia باللاتيني، ولا اسم عربيا له سوى "سيكونيا" نفسه، وهو من جنس "اللقلق" المستوطن أميركا اللاتينية بشكل خاص، ويعتبره الأوكرانيون طائرهم الوطني ففيه قدرات تحمي البشر، ومن حركاته يمكن توقع حالة الطقس، فإذا وقف على قدم واحدة، كمالك الحزين مثلا، فان درجة حرارة الجو ستنخفض ويصبح الطقس باردا. أما إذا ظهر متوترا، فالآتي على الناس رياح وأمطار وعواصف.
كما نجد عن أوكرانيا في الإنترنت، أن بعاصمتها فرع لماكدونالدز، هو الثالث ببيع أكبر عدد من السندويتشات على أنواعها سنويا بين أكثر من 40 ألف فرع تابع لشبكة الوجبات الأميركية السريعة في العالم. كما نجد أن فيها بلدة اسمها Rakhiv وبعيدة عن كييف 680 كيلومترا بالغرب الأوكراني المجاور لرومانيا والمجر، هي الوسط الجغرافي للقارة الأوروبية تماما، وأن جزءا من سكة حديد، طوله 4 كيلومترات قرب بلدةKlevan بالغرب أيضا، نمت الأشجار على جانبيه وفوقه بطريقة أصبح معها كما النفق، لذلك سمّوه "نفق الحب" ويرتاده عشاق وسياح وفضوليون، ممن يصعب خلوه من واحد منهم يتجول فيه نهارا.
والأوكراني مدمن كبير على شرب الحليب كما يبدو، إضافة لمشاهدة الأفلام في دور السينما، لا بالبيت، ففي البلاد وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من موقع InfAgro UA الزراعي، أكثر من مليونين و300 ألف بقرة مدرّة للحليب حاليا، أي بقرة لكل 20 أوكرانيا.
كما فيها 2.329 دار سينما، بحسب Encyclopedia of Ukraine الوارد فيها أيضا أن أغنى رجل أعمال أوكراني بين السكان الذين يمثل المسيحيون 82% منهم، هو مسلم من التتار، اسمه Akhmetov Rinat وعمره 55 سنة. أما ثروته التي ورد مقدارها في لائحة مجلة Forbes الاقتصادية الأميركية العام الماضي، فكانت 6 مليارات و800 مليون دولار.
المسلمون والصحراء الوحيدة
وعلى سيرة المسلمين في البلاد المتواجد فيها 160 مسجدا حاليا، فإن "الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا" أو DUMU اختصارا باللغة الأوكرانية، تبالغ بالعيار إلى حد كبير، فتذكر بموقعها أن عدد المسلمين أكثر من مليونين، فيما تشير مصادر أخرى، كثيرة وموثوقة، إلى أنهم أقل من واحد % من السكان، أي بالكاد 400 ألف، معظمهم "تتار" يقيمون في شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا في 2014 وضمتها للاتحاد الروسي.
أوكرانيا المحاطة بسبع دول، هي بلاد القصور والقلاع ومنتجعات التزلج على الثلج، استقلت في 1991 عما كانت جزءا منه، وهو الاتحاد السوفيتي الذي انحل وتفكك ذلك العام، وهي معروفة أيضا بأنها بلاد الصحراء الوحيدة في أوروبا، حيث بعض مناطقها كثبانية الرمال، اسمها Oleshky Sands ومساحتها تزيد عن 1612 كيلومترا مربعا، وقريبة 300 كيلومتر تقريبا من البحر الأسود.