بالكاد كنا نسمع خبرا عن أهم وأقوى دولة اقتصاديا بآسيا الوسطى، وهي كازاخستان الممتدة مع تركمانستان المجاورة لإيران على كل الساحل الشرقي لبحر قزوين، إلى أن بدأت أخبارها تبرز في الإعلام الدولي منذ اضطربت الحال فيها الاثنين الماضي، وتوترت بطريقة لم تشهد مثلها منذ استقلت في 1991 بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي ذلك العام، وقيام روسيا والجمهويات السلافية بقسم من القارة الأوروبية.
كازاخستان، صاحبة ناتج محلي إجمالي مقداره 60% من ناتج منطقة وسط آسيا بكاملها، وزاد في 2020 عن 416 مليار دولار، هي بلاد محظوظة بقلة سكانها البالغين 19 مليونا، وبكبر مساحتها الممتدة على أكثر من مليونين و724 ألف كيلومتر مربع، مساوية تقريبا لمساحة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، لذلك هي أكبر دولة غير ساحلية على بحر مفتوح في العالم، والتاسعة بين دوله، حيث لكل 7 من سكانها كيلومتر مربع.
ونجد عنها بتقرير نشرته CIA الاستخباراتية الأميركية في 23 ديسمبر الماضي، وتعده عن دول العالم بعنوان The World Factbook كل عام، أن 70.2% من سكانها مسلمون (إحصاء 2009) و26.2% مسيحيون، معظمهم من الروس الأرثوذكس، كما و2.8% ملحدون، إضافة إلى 0.2% من أديان أخرى، مع 0.5% أديانهم غير معروفة.
الفارابي والظاهر بيبرس
كما فيه أن سكان البلاد الجاري فيها 86 نهرا، والموصوفة بأنها إحدى أهم الدول المنتجة للغاز والنفط الناتج منه مليون و856 ألف برميل يوميا كمعدل في آسيا، هم كوكتيل مكون من 31 عرقا، أهمهم 68% كوزاخ و19.3% أصلهم من الروس و3.2% أوزبك و1.5 أوكرانيون، ومثلهم إويغور، مع 1.1% تتار و1% ألمان، إضافة إلى 4% من أصول أخرى، منهم مليون و212 ألف يقيمون في العاصمة نور سلطان، مع مليون و928 ألفا بمدينةAlmaty المجاورة للحدود مع دولة قيرغيستان، إضافة لمليون و93 ألفا يقيمون في مدينة Shymkent القريبة بأقصى الجنوب من الحدود مع أوزباكستان وقيرغستان.
كازاخستان، هي البلاد التي ولد فيها الفيلسوف الفارابي بمدينة "فاراب" باسم محمد أبي نصر، الراحل عام 950 ميلادية بعمر 79 في دمشق. وفيها ولد أيضا في العام 1226 ميلادية المؤسس الحقيقي للدولة المملوكية ورابع سلاطينها، وهو "الظاهر بيبرس" الراحل في 1277 بعمر 51 في دمشق أيضا.