في هذه العشر الأواخر من أيام ديسمبر الجاري، يطفئ "كورونا" المستجد، في حضور حاشيته من طفرات وتحورات، شمعتين لمناسبة عيد ميلاده الثاني بالصين، وفيهما قتل أكثر من 150 ألف إنسان في 19 دولة عربية، وأصاب ما يزيد عن 9 ملايين و600 ألف من شعوب المنطقة، بحسب ما يتضح من جدول أعدته "العربية.نت" واستمدت أرقامه اليوم الثلاثاء من الوارد في موقع worldometer الراصد من مقره بالولايات المتحدة كل النشاط الكوروني في المعمورة لحظة بلحظة، والمتقاربة أرقامه مع ما تبثه جامعة Johns Hopkins University الأميركية في موقعها يوما بعد يوم.
يظهر من الجدول المعروض أدناه، وهو بحسب عدد الوفيات، أن تونس هي أكثر بلد عربي فقد من أبنائه في المعركة المستمرة منذ 780 يوما بلا توقف مع الفيروس، يليها العراق، الأول بعدد الإصابات، فيما الأردن هو الدولة التي تعاني أكثر من سواها من عدد الحالات الحرجة في المستشفيات، وعددها 2.044 حالة في كل العالم العربي، باستثناء 4 دول خالية منها، هي ليبيا والإمارات وسوريا والسودان. أما المرضى بمضاعفات بسيطة، فنجد أن عددهم 257.737 في 19 دولة عربية، أكثرهم في الجزائر ثم الأردن ولبنان ومصر.
وكان "التسونامي" الكوروني، أدى في العالم العربي بعد عام من ولادته بالصين، إلى مقتل 6.232 من أصل 425 ألف إصابة أحدثها في المنطقة، بحسب تقرير نشرته "العربية.نت" في مثل هذه الأيام من ديسمبر العام الماضي، لذلك نجد أن الفيروس تمكن من قتل أكثر من 143 ألف عربي في العام الجاري وحده، أي 23 مرة أكثر من عدد ضحاياه العام الماضي.
أما أكثر ما يحيّر المتأمل بعدد الوفيات والإصابات بكل منطقة ودولة في العالم، فهي الحال "الكورونية" بالصين المكتظة بسكان يزيدون عن مليار و440 ألف، فمع أن الفيروس ولد في إحدى مدنها، إلا أنه لم يحدث فيها سوى 100 ألف و386 إصابة فقط، أي 70 بكل مليون، تعافى منهم 94.014 وبقي 1.736 مريضا بأعراض بسيطة، مع 5 حالات حرجة في المستشفيات، بحسب الوارد في worldometer صباح اليوم الثلاثاء، فيما مجموع القتلى في الصين 4.636 بعامين، أي 3 بكل مليون، مما يجعلها واحدة من الدول التي تكاد لا تشعر بوجود الفيروس فيها، فحالتها معه أفضل من أي دولة عربية أو غيرها، وللآن لا نجد من يشرح السبب.