كورونا وأغلفة الطعام.. الجدل يعود ثانية

لا يزال فيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الآن أكثر من 23 مليون شخص، ووفاة أكثر من 800 ألف حول العالم، يخفي الكثير من الأسرار، خاصة فيما يتعلق بانتقال العدوى من أغلفة المواد الغذائية، ليعود الجدل إلى الواجهة من جديد.

فقد عُثر على آثار للفيروس على عبوات مغلّفة في الصين مؤخراً، منها تلك التي تحتوي على مواد غذائية مثل القريدس وأجنحة الدجاج المجمدة التي وصلت من أميركا الجنوبية. وأثارت هذه الحادثة مرة أخرى تساؤلات حول ما إذا كان كورونا يمكن أن ينتقل عن طريق أغلفة المواد الغذائية، وفق تقرير منشور على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ومن الناحية النظرية، قد يكون من الممكن التقاط كورونا من المواد والمنتجات المغلفة.

كما أظهرت الدراسات المخبرية، أن الفيروس يمكن أن يعيش لساعات، إن لم يكن أياماً، على بعض مواد التعبئة والتغليف، معظمها من الورق المقوى وأشكال مختلفة من البلاستيك.

علاوة على ذلك، يكون الفيروس أكثر استقراراً في درجات الحرارة المنخفضة، أي في البيئة التي عادة ما يتم نقل الأطعمة فيها.

ومع ذلك، فقد تساءل بعض العلماء عما إذا كان يمكن تكرار هذه النتائج خارج المختبر.

"لا يمكنه البقاء لفترة طويلة"

من جهته، أوضح الدكتور جوليان تانغ، الأستاذ المساعد في علوم الجهاز التنفسي بجامعة ليستر، أنه في العالم الخارجي، تتغير الظروف البيئية بسرعة، مما يعني أن الفيروس لا يمكنه البقاء لفترة طويلة.

إلى ذلك أشار إيمانويل غولدمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة بجامعة روتغرز، إلى أن الدراسات المعملية استخدمت عينات مما يصل إلى 10 ملايين جسيم فيروسي، في حين أن عدد الجسيمات الفيروسية على سبيل المثال في قطيرة الهباء الجوي التي تحملها عطسة مثلاً من الممكن أن يكون 100 فقط.

وقال غولدمان: "برأيي، فإن فرصة الانتقال عبر الأسطح غير الحية صغيرة جداً، وقد يحصل ذلك فقط في الحالات التي يسعل فيها الشخص المصاب أو يعطس على السطح، ويلامس شخص آخر ذلك السطح بعد فترة وجيزة. أي بعد السعال أو العطس بساعة إلى ساعتين".

كيف يمكن أن ينتقل الفيروس؟

تعتمد مخاطر الانتقال بشكل عام على افتراض أن العاملين في مصانع تغليف المواد الغذائية قد يلمسون الأسطح الملوثة، ثم يلمسون عيونهم وأنوفهم وأفواههم.

ولا يعتقد العلماء الآن أن هذه هي الطريقة الرئيسية لانتقال معظم حالات كورونا.

كما تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على موقعها على الإنترنت: "قد يكون من الممكن أن يصاب الشخص بكورونا عن طريق لمس سطح أو جسم ملوّث بالفيروس". ومع ذلك، يضيف أنه لا يُعتقد أن هذه هي الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس.

في الواقع، يُعتقد بشكل أساسي أنه ينتشر مباشرة من شخص لآخر بين الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق مع بعضهم بعضا (في نطاق مترين/ 6 أقدام)، ومن خلال القطرات التي تنتج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث، وعندما تهبط القطرات في أفواه أو أنوف الأشخاص القريبين (أو يتم استنشاقها في الرئتين).

ووفق جوليان تانغ، فإن إثبات إصابة شخص ما بالفيروس من خلال لمس مواد مغلفة قد يكون أيضاً صعباً.

كما سيكون من الضروري "استبعاد أي تعرض حديث من أي مصدر آخر"، بما في ذلك الاتصالات الاجتماعية دون أعراض، للتأكد من أن التعرض المرتبط بتغليف الطعام هو السبب الحقيقي للعدوى.

كيف يمكن البقاء بأمان؟

إلى ذلك تقول منظمة الصحة العالمية إنه "لا توجد حالياً حالة مؤكدة لكورونا تنتقل عن طريق الطعام أو تغليف المواد الغذائية". لكنها تسرد عدداً من الاحتياطات التي يمكنك اتخاذها لتجنب انتقال التلوث.

وتوضح أنه لا توجد حاجة لتطهير عبوات الطعام، إلا أنه "يجب غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع عبوات الطعام وقبل تناول الطعام".

وإذا كنت تتسوق لشراء البقالة، فاستخدم معقم اليدين قبل الدخول إلى المتجر إن أمكن، واغسل يديك جيداً بعد ذلك.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: