لو كان 2020 كائنا من لحم ودم كالإنسان، لحاكموه بالتهمة الأسوأ، وهي ارتكابه مجازر طوال 366 يوما، لم يتوقف خلالها ولو ثانية واحدة عن الفتك بالأنفس الحية في كافة أنحاء المعمورة، خصوصا بالولايات المتحدة، حيث يتضح من أرقام وبيانات صدرت عن مراكز معروفة فيها باسم Centers for Disease Control and Prevention ومستندة إلى شهادة وفاة كل من تم دفنه أو حرقه في كل الولايات، أن "عشرين عشرين" هو العام الأكثر دموية بالتاريخ الأميركي.
يتوقع القيّمون على تلك المراكز أن لا ينتهي العام إلا وقد بلغ عدد اللافظين أنفاسهم الأخيرة فيه، أكثر من 3 ملايين و200 ألف متوف وقتيل، أي بزيادة مقدارها 400 ألف عن عدد من قضوا بكافة الطرق العام الماضي، أو ما نسبته 15% تقريبا، وفقا للوارد بوسائل إعلام أميركية، استندت فيما نشرت على ما استمدته وكالة "أسوشييتدبرس" الأميركية من إحصاءات كل "مركز سيطرة على الأمراض والوقاية منها" بكل ولاية.
لا توجد أي سنة فقدت فيها الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين مواطن، إلا 2020 الحالي، وكله بسبب "كورونا" المتوقع أن يصل عدد ضحاياه إلى 325 ألفا على الأقل حتى نهاية العام، فيما هم 322.590 حتى صباح اليوم الأربعاء بحسب ما ألمت به "العربية.نت" من الموقع الأكثر دقة برصد عدد الوفيات "الكورونية" والإصابات اليومية في كل دولة ومنطقة بالعالم، وهو التابع لجامعة Johns Hopkings الأميركية، وفيه أن الإصابات تزيد عن 18 مليونا و200 ألف.
في الأرقام والبيانات أيضا، أن عدد المتوفين طبيعيا أو قتلا لأي سبب، ومنه الانتحار، كانوا العام الماضي 2,854,838 أميركيا أو مقيما في الولايات المتحدة، أي أكثر بنسبة 16.000 عن العام الذي سبقه، بينها في 2019 أيضا، أكثر من 81 ألف وفاة بسبب تناول جرعات زائدة من المخدرات، وهو ما يجعل الدولة الأقوى بالعالم، أضعف دولة أمام المخدرات، كما هي أمام الفيروس.