حذرت دكتور ماريا فان كيركوف، المسؤول التقني عن مكافحة كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية، من أن التقارير التي تشير إلى متحور أوميكرون هو نسخة "أقل حدة" من تحورات فيروس سارس-كوف-2، هي تقارير أولية، وأن المعلومات التي توصل لها خبراء منظمة الصحة العالمية حتى الآن تفيد بأنه أكثر قابلية للانتشار وانتقال العدوى بالمقارنة مع المتحورات الأخرى المصنفة "مثيرة للقلق".
زيادة حادة في نمو أوميكرون
خلال حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي يبثه موقع المنظمة الأممية، وتقدمه فيسميتا جوبتا سميث، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أضافت دكتور كيركوف أنه تظهر يوميًا المزيد من المعلومات عن متحور أوميكرون، من حيث القابلية لانتشار العدوى، كما لوحظ وجود زيادة حقيقية بشكل حاد في معدل نمو أوميكرون بالمقارنة مع المتحورات الأخرى المثيرة للقلق.
وأوضحت دكتور كيركوف أن متغير أوميكرون تخطى معدلات نمو متحور دلتا، مما يعني أن العالم يشهد زيادة كبيرة في حالات الإصابة بأوميكرون، مشيرة إلى أنه حتى تاريخ تصوير ذلك اللقاء المتلفز، تم اكتشاف حالات مصابة بمتحور أوميكرون في أكثر من 77 دولة، ولكن من المحتمل أنه موجود في بلدان أخرى أيضًا.
وأوضحت دكتور كيركوف أنه لا يزال من المبكر بعض الشيء الحصول على فهم كامل للمتحور الجديد، ولكن ما يمكن قوله هو أن بعض الطفرات التي تم تحديدها في متغير أوميكرون ستوفر ميزة نمو، وستسمح له بأن يكون أكثر قابلية للانتقال والانتشار. ويعد متحور أوميكرون مصدرًا للقلق، لأن المزيد من حالات الإصابة بالعدوى والمزيد من قابلية الانتشار المتزايدة ستعني بشكل تلقائي ظهور المزيد من الحالات التي تحتاج للعناية وتلقي العلاج بالمستشفيات، مما يمكن أن يضع أنظمة الرعاية الصحية المثقلة بالفعل في حالة لا يحصل فيها المرضى على الرعاية المناسبة التي يحتاجون إليها.
لا تنخدع
وحول مدى خطورة متحور أوميكرون، قالت دكتور كيركوف "إننا ما زلنا نتعلم عن الخطورة أيضًا، إلا أن المعلومات المتاحة تفيد بأن هناك مجموعة كاملة من مستويات الإصابة بمرض كوفيد-19 بسبب متحور أوميكرون بداية من العدوى بدون ظهور أعراض مرورًا بحالات الإصابة الخفيفة والحالات التي تحتاج للعلاج بالمستشفيات ووصولًا إلى حالات وفيات".
في الوقت نفسه، حذرت دكتور كيركوف من أن هناك تقارير أولية تشير إلى أن أوميكرون أقل حدة بالمقارنة مع دلتا، ولكنها ترى أنه من المبكر معرفة ما إذا كان متحور أوميكرون أكثر أو أقل خطورة على الرغم من أن بعض التقارير الأولية تشير إلى أنه أقل حدة.
ونصحت دكتور كيركوف بأنه في الوقت الحالي لا يجب أن ننخدع، لأنه حتى لو كان المتحور أوميكرون يسبب حالات مرضية أقل خطورة، فهو مازال يمكن أن يؤثر على الفئات الضعيفة صحيًا، مثل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، والذين إذا أصيبوا بأي نوع من أنواع فيروس سارس-كوف-2، من بينها أوميكرون، فإنهم معرضون لخطر متزايد للإصابة بحالة مرضية شديدة. لذلك، بحسب دكتور كيركوف، إنه من المهم حقًا أنه حتى لو ظهر المزيد من الحالات المرضية الخفيفة، فإنه لا يزال من الضروري بذل الجميع قصارى الجهد لتقليل انتقال العدوى، سواء الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو الذين لم يتم تطعيمهم.
لا تغيير في ملف تعريف المرض
وفيما يتعلق بأعراض الإصابة بعدوى متحور أوميكرون، قالت دكتور كيركوف إن هناك العديد من الدراسات الجارية، التي تبحث في هذا الأمر من خلال متابعة حالات المصابين بأوميكرون مقارنة بالمتغيرات الأخرى. ولم يتم رصد تغييرًا في ملف تعريف المرض، على سبيل المثال، لم يحدث تغيير في الأعراض التي يظهرها الأشخاص المصابين بمتغير أوميكرون بالمقارنة مع المصابين بعدوى دلتا، ومن ثم فإنه لن يمكن معرفة الفرق بينهما، لذا فإن أفضل ما يمكن القيام به هو أن يسعى كل شخص للحفاظ على سلامته والحصول على اللقاح المضاد لكوفيد-19، كلما كان ذلك متاحًا، بالإضافة إلى الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية لتقليل احتمالات التعرض للإصابة بعدوى هذا الفيروس.
إجراءات الحماية والوقاية
وقالت دكتور كيركوف إن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن القيام بها للحماية والوقاية من الإصابة بعدوى متغيرات فيروس سارس-كوف-2، بداية من الحصول على اللقاح، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هناك بالوقت الحالي العديد من الدراسات الجارية التي تبحث في فعالية اللقاح ضد أوميكرون.
وأردفت قائلة إنه ربما لا تكون الصورة كاملة حتى الآن، ولكن ما تم معرفته حتى هذه اللحظة هو أن الحصول على التطعيم أفضل من عدمه، بخاصة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في جميع البلدان، وهم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، والذين يعانون من أمراض مزمنة.
وأضافت دكتور كيركوف أنه بينما يتم زيادة تغطية التطعيم بين أولئك الأكثر تعرضًا للخطر في جميع البلدان، فإنه يُتعين على الجميع اتخاذ خطوات لتقليل انتقال العدوى في كل مكان، باستخدام إجراءات بسيطة مثل التباعد الجسدي وارتداء الكمامات الواقية ذات جودة وتنظيف اليدين باستمرار وتجنب التواجد في أماكن مزدحمة وتحسين التهوية في المسكن وأماكن العمل أو الدراسة.
وأكدت دكتور كيركوف أنه بغض النظر عن المتحور المنتشر فإن العامل الأكبر في الوقت الحالي هو التأكد من تقليل احتمالات التعرض للإصابة بأي متغير من فيروس سارس-كوف-2، مشيرة إلى أن متحور دلتا هو السائد حاليًا في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن كل ما يتم بذله من جهود لمكافحة متغير دلتا سيفيد كذلك في الحفاظ على السلامة من متحور أوميكرون، بصرف النظر عن كيفية ظهوره أو ما إذا كانت أعراضه أقل حدة.