تعكف شركة لوكهيد مارتن على صنع وحدة الطاقم من مركبة أوريون، التي سترسلها وكالة ناسا في بعثة أرتميس 2 البشرية إلى القمر. وتعتمد الشركة على أسلوب متقدم في تنفيذ أعمالها، فمؤخرًا ركَّب عمَّالها أربعة مقاعد في وحدة الطاقم في المركبة بالاعتماد على إرشادات تلقوها عبر نظارة ميكروسوفت هولولينز 2، التي ساعدتهم بأوامرها الصوتية وتعليماتها الهولوغرافية.
معلوم أن صنع مركبة فضائية يتطلب مهامَّ كثيرة ودقيقة لا مجال فيها للخطأ، من تركيب كبلات ومقاعد وأجهزة ومفصلات وما شابه؛ ووجدت لوكهيد مارتن أنها بتوظيف تلك النظارة زادت سرعةَ تنفيذ العمل بنسبة 90%، وقضت على أخطاء التركيب تمامًا.
قبل ذلك كان العمال مجبرون على قضاء نصف أوقاتهم في مراجعة التعليمات والمخططات وإدخال البيانات قبل البدء في التنفيذ، لكن النظارة بتعليماتها الهولوغرافية -التي تعرضها على ما يشاهدونه فوق أجزاء المعدات- تغنيهم عن كل ذلك الوقت والجهد، وإضافة إلى هذا تجعلهم يستمتعون بعملهم الذي تغلب عليه الرتابة في المعتاد.
ومما أعجب الشركة أيضًا أن النظارة تجمع بين الجودة والسرعة وقلة التكلفة نسبيًّا، مع ندرة اجتماع هذه الصفات الثلاث في حل واحد. وأتاح ذلك لمايكروسوفت بأن تعلن عن نيتها للتوسع عالميًّا في نشر النظارة، وإطلاق خدمتها «أزورا أوبجكت آنكرز»، التي تمكِّن النظارة من التعرّف على الأجسام الحقيقة وإيجاد التعليمات والرسومات المناسبة عليها، دون حاجة إلى تدريبها مسبقًا على معرفة تلك الأجسام.
وتشهد مايكروسوفت منذ أصدرت هولولينز 2 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي طلبًا متزايدًا عليها وعلى خدماتها، خصوصًا بعد أن تفاقمت أزمة جائحة كوفيد-19، لأنها مزوَّدة بخدمات تتيح التعاون عن بُعد، كخدمة «ديناميكس 365 ريموت أسِّست.»
وطبعًا ليست تطبيقات نظارة كهذه مقصورة على مجال الفضاء، فمثلًا: تستخدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا حرصًا على التباعد الاجتماعي، وتستخدمها شركة مرسيدس في الولايات المتحدة لمساعدة وكلائها على تصليح السيارات بسرعة وكفاءة، وغير هذين كثير آخِذ في الازدياد ما استمرت الشركة في تطوير خدماتها.
The post كيف تساعد نظارة «هولولينز 2» على صناعة مركبة «أوريون» الفضائية؟ appeared first on مرصد المستقبل.