كيف سيقضي هذا اللقاح على أكثر الأمراض فتكاً بالبشر؟

صرح الدكتور بيدرو ألونسو، مدير البرنامج العالمي للملاريا في منظمة الصحة العالمية، بأن اللقاح الجديد ضد الملاريا يعد بمثابة نقطة تحول تاريخية تحدث في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت بتطعيم الأطفال الأفارقة باللقاح على نطاق واسع للمساعدة في الوقاية من المرض الذي يؤدي بحياة مئات الآلاف سنويًا.

وأضاف الدكتور ألونسو، في الحلقة رقم 57 من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتقدمه فيسميتا جوبتا سميث، أن ظهور اللقاح الجديد يتواكب مع مرحلة زمنية حرجة في جهود مكافحة مرض الملاريا، الذي يعد أحد أكثر الأمراض تسببًا في وفيات البشر على مدى تاريخ طويل.

أكثر من 1.5 مليار حالة إصابة

وشرح الدكتور ألونسو أن الجهود الدولية لمكافحة الملاريا شهدت تقدمًا مذهلاً خلال الخمسة عشر عامًا الأولى من القرن الجاري، حيث تم تجنب وفاة أكثر من 7 ملايين شخص في طفرة غير مسبوقة، كما تم تجنب حدوث أكثر من 1.5 مليار حالة إصابة بالملاريا.

ولكن الحقيقة الصارخة هي أنه خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، بحسب ما ذكره الدكتور ألونسو، هي أن هذا التقدم بدأ يتراجع ويهبط على بمعدلات غير مقبولة، إذ لا يزال هناك أكثر من 200 مليون حالة ملاريا بين الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الموبوءة بالملاريا كل عام، علاوة على أنه هناك أكثر من 400.000 حالة وفاة سنويًا بسبب الملاريا، والتي تتركز بشكل كبيرة في أفريقيا وتستهدف معظم الأطفال الأفارقة.

آمن وفعال

وأوضح الدكتور ألونسو أن هذا لقاح تم تطويره في إفريقيا بمشاركة قوية للغاية من العلماء الأفارقة ويهدف إلى الوقاية من مرض الملاريا والوفاة بين الأطفال الأفارقة. تم استخدام اللقاح حاليًا لتطعيم أكثر من 800.000 طفل، كجزء من برامج التنفيذ التجريبية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، وتم فحص النتائج من قبل هيئة تنظيمية صارمة، هي وكالة الأدوية الأوروبية، التي أصدرت توصية إيجابية بشأن هذا اللقاح، بالإضافة إلى اطمئنان خبراء وعلماء منظمة الصحة العالمية بشأن ملف السلامة الجيد لهذا اللقاح، الذي يعد آمنًا وفعالًا ويمكن أن يساهم في إنقاذ الأرواح والوقاية من الأمراض.

تحديات في ظل الجائحة

وقال الدكتور ألونسو إن ما وجدناه على مدى الـ30 شهرا الماضية من طرح لقاح الملاريا في البرامج التجريبية في ثلاثة بلدان أفريقية هو بالفعل أن هناك طلبًا قويًا للغاية. وأن هناك قبول جيد للغاية من قبل السكان، وحتى في ظل ظروف مواجهة جائحة كوفيد-19، أمكن الوصول إلى مستويات عالية جدًا من التغطية في غضون فترة زمنية قصيرة.

وأشار دكتور ألونسو إلى أن تلك المعطيات تدلل على القيمة الأساسية وقبول اللقاحات بشكل عام ولقاح الملاريا، بشكل خاص في إفريقيا.

تأمين التمويل اللازم

واستطرد قائلًا إنه للمضي قدمًا، فإنه يعتقد أن هناك عددًا من الخطوات التي لا يزال يتعين القيام بها، حيث لا يزال التمويل لتأمين توريد هذه اللقاحات إلى البلدان الأفريقية بحاجة إلى المزيد من العمل، معربًا عن تفاؤله لأن هذا الوضع سيحفز التضامن الدولي لدعم الموارد المالية من أجل إنجاح جهود توصيل اللقاح الجديد إلى أولئك الذين يحتاجون إليه.

واختتم دكتور ألونسو حديثه قائلًا إنه في إطار الجهود المكثفة لمجابهة كوفيد-19، فإن مرونة النظم الصحية وخاصة آليات توصيل اللقاح في إفريقيا تمنح مزيد الأمل في أن اللقاح المضاد لمرض الملاريا سيمكن توصيله إلى هؤلاء المستفيدين النهائيين، وهم الأطفال الأفارقة الصغار.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: