كيف غير كوفيد-19 سلاسل التوريد حول العالم؟

تسببت جائحة كوفيد-19 بتغيرات جذرية في سلاسل التوريد العالمية وفي طرائق التصنيع وآليات النقل. وتوجهت شركات كبرى إلى اتخاذ سلسلة إجراءات لمواجهة تبعات الجائحة، بتغيير خططها ومسار إنتاجها، بما يتكيف مع ظروف الإغلاق والتباعد الجسدي.

وفي هذا الإطار، طبقت مجموعة جنرال ميلز الأمريكية للصناعات الغذائية، في شركاتها احتياطات شملت فحص درجة الحرارة واستخدام الأقنعة الطبية، فضلًا عن تطبيق التباعد الجسدي.

ونقل موقع فاست كومباني، عن جون تشرش، رئيس سلسلة التوريد في المجموعة، أن «الوضع الجديد وتغيير الناس لعاداتهم الشرائية والغذائية، دفعنا إلى تبني نهج جديد، إذ توقف المستهلكون عن تناول الوجبات في طريقهم إلى العمل أو في مكاتبهم، ما زاد الطلب لدينا على المنتجات القابلة للتخزين، وعملنا على مجاراة التغيير الطارئ، فازدادت مبيعات الحساء والطحين والمعجنات بشدة، بنسبة وصلت إلى 300%. ولمواجهة هذا الطلب المتزايد وحل مشكلات التخزين، زدنا إنتاج بعض المنتجات؛ مثل حساء بروجريسو، بنسبة 10 إلى 15% خلال الشهور الثلاثة الأولى من الجائحة، ووفرنا مساحات تخزين إضافية.»

وأضاف «أمام توجهنا الجديد لمجاراة الطلب المتزايد، لجأنا إلى موردينا، طالبين منهم مزيدًا من المكونات لتصنيع منتجات تجاري الزيادة المتوقعة بنسبة 20%، واضطررنا للتعاقد مع جهات قادرة على صنع منتجنا بالسرعة المطلوبة، مختصرين خلال أسابيع فقط، عملًا يحتاج عادةً إلى ستة شهور

وأشار تشرش إلى أن المجموعة توقعت موجة ثانية من انتشار الفيروس، لذلك عمدت إلى الاستمرار في خطة الإنتاج، محتفظة بشبكات إمداد قوية، حتى بعد انتهاء موجة الشراء الشرهة الناتجة عن الخوف، التي صاحبت الانتشار الأول للفيروس.

الدخول على خط مواجهة كوفيد-19

وفي مضمار آخر، دخلت شركات الذكاء الاصطناعي على خط المواجهة مع كوفيد-19، مغيرة من خططها طويلة الأمد، وهو ما نلمحه في التوجه الجديد لشركة نانوترونيكس، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتعزيز دور الأتمتة في الصناعات.

وقال ماثيور بوتمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، إن «كوفيد-19 سرع دخولنا في مشاريع عدة، وبدأنا تنفيذ خطط لفهم تقنيات التسلسل الجيني وتحسينها، في سباق للوصول إلى لقاح للفيروس.»

وأضاف «أطلقنا أيضًا شركة فرعية لتصنيع أجهزة للتهوية لتستخدم على نطاق عالمي في جميع أنحاء العالم. لم يكن في مخططاتنا سابقًا أن نتحول إلى شركة استجابة للأوبئة، ولكن المصانع الذكية قادرة على توسيع نطاق عملها وتصنيع منتجات يحتاجها إليها الناس سريعًا.»

تغيير خطط التوريد

وأشار سكوت تانين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بول أند برانش الأمريكية لتجارة المفروشات، إلى أن الجائحة دفعت الشركة إلى تغيير خططها للتوريد والنقل، إذ أدت ظروف الإغلاق وبقاء الناس في منازلهم إلى زيادة الطلب على المفروشات. ولأن مصدر معظم موادها الأولية من الدول النامية، فضلًا عن امتلاكها لمصانع في الهند فيها آلاف العمال، عمدت الشركة إلى دفع ثمن البضائع مبكرًا.

وقال تانين «سعينا إلى شفافية أكبر في أعمالنا، لإبراز مبادئنا في هذا الوقت العصيب، وعقدنا شراكة مع حركة فير تريد حرصًا على تلبية معايير السلامة، وكان علينا التفكير في توقيت عمليات الحظر والقيود، إذ كان 80% من إنتاجنا في الهند قبل الجائحة، فضلًا عن خطوط للإنتاج في أوهايو وفلوريدا وتكساس وفينيكس. ولأن القيود في الهند كانت أبطأ مقارنة بالولايات المتحدة، زدنا الإنتاج في الولايات المتحدة ولم نقطع سلسلة التوريد.»

وأضاف «اضطررنا إلى التنويع إقليميًا بسبب ظروف الجائحة، وعمدنا إلى التصنيع في البرتغال وتركيا وباكستان ودول أخرى، وضعنا خططًا للطوارئ والبحث عن مواقع بديلة لاستخدامها في التصنيع.»

وتابع «عندما أُعلِن الحظر في الهند لمدة 6 أسابيع، شهدنا اضطرابات في سلسلة التوريد كما توقعنا سابقًا، وبدأنا بالاعتماد على موردينا ورفع مستواهم إلى مستوى الإنتاج العالي في وقت مبكر من العام، وتجاوزنا مشكلة مخاطر التخزين، وربطنا جميع مصانعنا على شبكة الإنترنت، وتعاقدنا أيضًا مع موردين في مناطق جديدة استعدادًا للإغلاق والحظر.»

The post كيف غير كوفيد-19 سلاسل التوريد حول العالم؟ appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: