بعد حديث حول إمكانية حدوث إهمال، فتح القضاء الأرجنتيني تحقيقا، الجمعة، عما حدث مع أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا أدى إلى وفاته.
فقد أكد أفراد العائلة وقوع بعض المخالفات.
وبعد ساعات من وفاته، أعلن محامي وصديق مارادونا ماتياس مورلا، الخميس، أن "سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزل الراحل".
لكن لم يتقدم هو أو أحد أفراد العائلة بأي شكوى، بحسب ما أعلن مصدر قضائي لفرانس برس.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه "فُتح التحقيق لأن شخصا توفي في منزله ولم يوقع أحد على شهادة وفاته، هذا لا يعني حصول مخالفات".
تغيير إفادة
بالمقابل، أفاد مصدر في العائلة لفرانس برس، أن المدعي العام طلب يوم الوفاة، تحديد ما إذا كانوا قد قاموا بعمل صحيح أم لا. حينها، قدّمت الممرضة المتواجدة أثناء الوفاة إفادتها للمدعي العام، ثم قامت بتغييرها. وتحدثت أمام التلفزيون لتعلن أنه تم فرضها عليها. هناك تناقض في الإفادة".
فيما كشفت النيابة العامة أن سكرتيرة مارادونا طلبت مساعدة طبية الساعة 12:17 فحضرت سيارة إسعاف من شركة فيدا الساعة 12:28 بحسب شريط من سجلات حي سان أندريس حصل عليه مكتب المدعي العام".
ووصلت سيارات إسعاف إضافية من هيئات أخرى في وقت لاحق.
اتصال بالطوارئ!
كما أظهرت التحقيقات أن طبيب مارادونا ليوبولدو لوكي، اتصل بالطوارئ الساعة 12:16 طالبا سيارة إسعاف.
إلا أن النيابة العامة تنتظر النتائج المخبرية، وقد وضعت يدها على الملف الطبي، بالإضافة إلى تسجيلات الكاميرات في المنطقة التي عاش فيها الراحل أيامه الأخيرة.
يشار إلى أن جدلاً إضافياً كان أثير بعد ظهور أحد موظفي الجنازة يلتقط صورة إلى جانب النعش المفتوح، حيث رقد مارادونا قبل دفنه الخميس.
ولم تنفع الاعتذارات المتكررة الجمعة، فيما وعد محامي مارادونا بمحاكمة المخالفين.
وبدأ القضاء بالاستماع إلى الشهود.
آخر شخص
من جهة أخرى، أوضحت النيابة العامة في بيان، أن ممرضا مسؤولا عن مراقبة الراحل كان آخر شخص رآه على قيد الحياة نحو الساعة السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (9:30 ت.غ) الأربعاء، أثناء تغيير نوبة المراقبة".
وأكّد الممرض في شهادته أن مارادونا كان يرتاح في سريره، وأنه كان يتنفس بشكل طبيعي.
في المقابل، أكّدت الممرضة التي تولت المهمة بعده، وكانت حاضرة وقت وفاته أنها سمعته يتحرّك بعد نحو ساعة.
وكانت قد أشارت في السابق إلى أنها رأته نائما الساعة الحادية عشرة ولم ترغب في إزعاجه، مفضلة وصول الطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف والطبيب النفسي كارلوس دياس منتصف اليوم.
إلى أن لاحظ الثنائي أن الأسطورة لا يتفاعل مع أي محاولة لإيقاظه، فدقا ناقوس الخطر. كما فشل طبيب الحي بمحاولة إنعاشه.
وذمة رئوية وقصور مزمن
وتوفي نجم نابولي الإيطالي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي في نومه بسبب "وذمة رئوية حادة ثانوية وتفاقم قصور مزمن في القلب"، بحسب تشريح أولي.
وكان مارادونا في منزله في بلدة تيغري التي تبعد 30 كلم شمال العاصمة بوينوس أيرس، حيث كان يقطن منذ 11 نوفمبر إثر خروجه من عيادة خضع فيها قبل ستة أيام لجراحة في رأسه لإزالة ورم دموي.
يشار إلى أن ساحر الكرة كما يوصف، يحظى بشعبية لا نظير لها في بلاده وفي العالم أجمع، وقد ظهرت جليا عند إعلان وفاته يوم الأربعاء.
وتوفي مارادونا جراء إصابته بنوبة قلبية بعمر 60 عاما، بعد مسيرة مهنية وشخصية حافلة بالنجاحات والانكسارات أيضا، لا سيما مع إدمانه للمخدرات.