كيف نشأت فكرة مسبار الأمل وما مراحل رحلته حتى الآن؟

يمثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» حجر الزاوية لإنشاء صناعة تقنيات الفضاء في الإمارات فكيف بدأت الفكرة وما المراحل التي مرت بها رحلته حتى الآن؟

  • نشأت رحلة «مسبار الأمل» كفكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في جزيرة صير بني ياس أواخر العام 2013، حيث قاد سموه عصفًا فكريًا مع أعضاء المجلس درس فيه جملة أفكار، استعداداً للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في العام 2021، وتبنت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء.
  • أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في العام 2014، مرسومًا بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ.
  • تشكلت فرق العمل في مركز محمد بن راشد للفضاء من كوادر وطنية شابة، من مهندسين وباحثين وعلماء وتقنيين، لإنجاز هذه المهمة الوطنية خلال المدة الزمنية المحددة بستة أعوام، حتى يتزامن وصول المسبار مع احتفالات الدولة بيومها الوطني الخمسين.
  • كان توجيه القيادة واضحًا: يجب تصنيع المسبار وعدم شرائه جاهزًا، وكان هذا تحديًا تحول إلى فرصة لإلهام جيل من العلماء والباحثين في مجال العلوم والتقنية لبناء اقتصاد مبني على المعرفة، وتطوير قدرات الكوادر الوطنية العاملة في المشروع عبر تدريب وإعداد علماء إماراتيين وتطوير البرامج العلمية والهندسية في القطاع العلمي والأكاديمي للإسهام في مجال استكشاف الفضاء، بالتعاون مع الشركاء الدوليين للمشروع.
  • عمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء على تصميم المسبار وبنائه وتطويره وإجراء الاختبارات اللازمة لأجهزته وأنظمته الفرعية مع شركاء نقل المعرفة العالميين.
  • استكمل تجهيز المسبار لمرحلة الاختبارات النهائية قبل الإطلاق في فبراير/شباط 2020، وتزامن ذلك مع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور عملية تركيب القطعة الأخيرة من المسبار، والتي تحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، وتواقيع سموهم، وتواقيع سمو أولياء العهود، وتحمل عبارة «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، بالإضافة إلى علم دولة الإمارات وشعارها «لا شيء مستحيل.»
  • نجح فريق المسبار في 24 أبريل/نيسان 2020 في نقله إلى محطة تانيغاشيما اليابانية، في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة برًا وجوًا وبحرًا، روعي خلالها اتخاذ تدابير احترازية وإجراءات لوجستية محكمة، لضمان إيصاله في حالة ممتازة إلى وجهته النهائية قبل الإطلاق.
  • انطلق المسبار إلى الفضاء في 20 يوليو/تموز 2020 عند الساعة 01:58 صباحًا بتوقيت دولة الإمارات، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ «إتش 2 إيه.»
  • في مرحلة الإطلاق تسارع الصاروخ مبتعدًا عن الأرض، بالاعتماد على محركاته الصاروخ التي تعمل بالوقود الصلب، وبمجرد تجاوزه للغلاف الجوي للأرض تخلص من غطائه العلوي الذي كان يحمي مسبار الأمل.
  • في المرحلة الثانية من عملية الإطلاق تخلص الصاروخ من محركات المرحلة الأولى، وأصبح المسبار يدور حول الأرض.
  • بعد ذلك بدأت محركات المرحلة الثانية في العمل لدفع المسبار في مساره نحو الكوكب الأحمر، وكانت سرعة المسبار في هذه المرحلة 11 كيلومترًا في الثانية، أي 39 ألفًا و600 كيلومتر في الساعة.
  • انتقل المسبار إلى المرحلة الثالثة المعروفة بمرحلة العمليات المبكرة، فبدأت سلسلة من الأوامر المبرمجة بالعمل على تشغيل حاسوبه المركزي، وتشغيل نظام التحكم الحراري لمنع تجمد الوقود، وفتح الألواح الشمسية واستخدام الحساسات المخصصة لتحديد موقع الشمس، مع تنفيذ مناورة تعديل موضع المسبار وتوجيه الألواح نحو الشمس لشحن بطارياته.
  • بدأ «مسبار الأمل» بعد ذلك بإرسال سلسلة من البيانات في أول إشارة تصل إلى كوكب الأرض، والتقطت شبكة مراقبة الفضاء العميق إشارته عبر المحطة التي تقع في العاصمة الإسبانية مدريد.
  • وصلت الإشارة أيضًا إلى المحطة الأرضية في دبي، وبدأ فريق العمل فيها بإجراء سلسلة من الفحوصات استمرت 45 يومًا للتأكد من سلامة المسبار وكفاءة أجهزته.
  • أجرى فريق عمل المسبار في هذه المرحلة بنجاح مناورتي توجيه المسار ليكون المسبار في أفضل مسار نحو الكوكب الأحمر: الأولى في 11 أغسطس/آب، والثانية في 28 من أغسطس/آب 2020.
  • بدأت بعدها مرحلة الملاحة في الفضاء من رحلة المسبار وكان فريق التحكم في محطة التحكم الأرضية في دبي يتصل به مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لمدة تتراوح بين ست وثماني ساعات.
  • في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أنجز فريق عمل مسبار الأمل بنجاح مناورة توجيه المسار الثالثة، وحدد حينها بدقة موعد وصول المسبار إلى مدار المريخ: يوم 9 فبراير 2021، عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات.
  • في هذه المرحلة، شغّل فريق العمل الأجهزة العلمية لأول مرة في الفضاء وفحصها وضبطها بتوجيهها نحو النجوم وتحقق من أنها جاهزة للعمل بمجرد وصولها إلى المريخ.
  • اليوم اقترب «مسبار الأمل» من المريخ ليبدأ مرحلة الدخول إلى مداره وهي الأهم والأخطر في رحلته، إذ تصل نسبة النجاح فيها إلى 50%.

أرقام وحقائق

  • تمثل دولة الإمارات الدولة الخامسة التي تنجح في إطلاق مهمات مريخية، وثالث دولة تصل إلى مدار المريخ بنجاح من المحاولة الأولى.
  • استغرقت رحلة المسبار سبعة أشهر قطع خلالها 493 مليون كيلومتر، بمتوسط سرعة يُقدر بنحو 121 ألف كيلومتر في الساعة
  • تستهدف المهمة العلمية لمسبار الأمل توفير بيانات علمية لم تقدمها البعثات المريخية السابقة، وهي صورةً شاملة للظروف الجوية والتغيرات المناخية على الكوكب الأحمر ومراقبة الطقس على مدار اليوم وبين فصول السنة المريخية الممتدة إلى 687 يومًا بحسابات كوكب الأرص، بالإضافة إلى ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، وكشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر.
  • تحليل مناخ الكوكب الأحمر يساعدنا على تحديد إمكانية للحياة على سطح المريخ، واستشراف مستقبل كوكب الأرض، وسُبل الحفاظ على الحياة فيه.

The post كيف نشأت فكرة مسبار الأمل وما مراحل رحلته حتى الآن؟ appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: