لم تكن الساعات التي تلت سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية الأسبوع الماضي عادية، فقد طبعت المشاهد التي تلتها أذهان ملايين الناس حول العالم ممن شاهدوا تدفق الآلاف بذعر نحو مطار كابل، لا بل التشبث بعجلات الطائرات قبل إقلاعها من البلاد.
ومن هؤلاء الذين تدفقوا ابن الـ 17 عاما، زكي أنواري ، لاعب كرة القدم في منتخب الشباب الأفغاني، الذي انتهى مشواره القصير جثةمعلقة أجزاؤها على عجلات الطائرة العسكرية سي 17 التي أقلعت يوم الاثنين الماضي من كابل.
لكن قبل ذلك بساعات، اتصل لاعب خط الوسط ضمن المنتخب الوطني للشباب، بشقيقه ليخبره أنه إذا لم يفر من أفغانستان فلن يلعب الكرة مرة أخرى، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء.
فيما ناشده شقيقه الأكبر ذاكر، ألا يسافر، لاسيما بتلك الطريقة، قائلا: "لا تذهب، عد، أنت ذكي، لا تذهب".
إلا أن الشاب أصر، قائلا : "يجب أن أحاول".
لم يستطع الصمود
لكن اللاعب المتحمس الذي كان يلقب بـ "الدرع" لقدرته على الاحتفاظ بالكرة، لم يستطع الصمود فوق عجلات الطائرة، التي أقلعت لاحقا هربا من الحشود التي تعلقت بها، وتقاطرت نحوها..
ثم لاحقا أظهر مقطع فيديو تم تصويره من المدرج، أحد المارة وهو يصرخ قائلا "يا إلهي،.. إنهم يسقطون".
يذكر أن أنواري البالغ من العمر 17 عاما، لم يكن قد ولد بعد حين سيطرت طالبان في السابق (خلال التسعينيات) على البلاد، بل نشأ ضمن أجواء أكثر انفتاحا، إلا أنه سمع وقرأ عن فظائع الحركة في حينه.
وكان يعتقد بحسب ما أفادت مجموعة من أصدقائه، أنه مع مجيء طالبان إلى الحكم، سيحرم من لعب كرة القدم، تلك اللعبة التي عشقها.
لا بل إنه ناقش مع أصدقائه في الفريق الاحتمالات والخيارات الموضوعة أمامهم.
لكن القدر والفوضى التي شهدها مطار حامد كرزاي في ذلك اليوم، قضت على أحلام ذلك الشاب، كما فعلت بالنسبة لكثيرين غيره من الشباب الأفغاني.
يذكر أن 3 أشخاص على الأقل سقطوا من الطائرة العسكرية الأميركية في ذلك اليوم، فيما أفاد مسؤول من حلف شمال الأطلسي وآخر من حركة طالبان أن 12 شخصا قتلوا خلال الأيام الماضية في المطار.