قررت محكمة الاستئناف في منطقة Algarve بالجنوب البرتغالي أمس الاثنين، إعطاء الضوء الأخضر لتسليم رجل أعمال كولومبي من أصل لبناني إلى الولايات المتحدة، بتهمة غسيل الأموال، هو Alex Saab الذي اعتقله الإنتربول الدولي يوم 12 يونيو الماضي في مدينة Praia عاصمة جمهورية "الرأس الأخضر" الواقعة في الأطلسي كأرخبيل من الجزر مقابل موريتانيا.
أليكس نعيم صعب، البالغ 49 سنة، كان "الذراع الخاصة" للدكتاتور الفنزويلي نيكولاس مادورو، وكاتم أسراره المالية ومهندس علاقاته الخارجية، خصوصا مع إيران والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بهدف اختراق جحيم العقوبات المفروضة أميركيا على الدول الثلاث، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من تقارير مؤرشفة عنه، كما من الوارد اليوم بوسائل إعلام متنوعة الجنسية، نشرت خبر قرب تسليمه للولايات المتحدة، نقلا عن السلطات القضائية في جمهورية Cabo Verde الأرخبيلية.
وعلى أثر الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف في الجنوب البرتغالي بحق صعب، أصدر فريق الدفاع عنه بيانا ذكر فيه أن الحكم يمثل تحديا مباشرا لحكم آخر صدر في 2 ديسمبر الماضي عن محكمة "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" وهي المعروفة بأحرف ECOWAS ويقع مقرها في العاصمة النيجيرية، أبوجا، وحكمها يلزم سلطات "الوادي الأخضر" بإخراج صعب من سجنه الحالي ووضعه قيد الإقامة الجبرية، إلا أن محكمة الاستئناف "فاجأت بقرارها المؤسف والرافض لما قدمه فريق الدفاع عن أليكس صعب، بطريقة هي انتهاك لقوانين جمهورية الرأس الأخضر، لذلك سنستأنف أمام محكمة العدل العليا للطعن بالقرار الصادر في منطقة ألغارف" التابع لها قضاء "الرأس الأخضر" بالبرتغال.
لأنه "مفتاح" لكثير من الأسرار
وكان الإنتربول الدولي عثر على صعب في مطار "الرأس الأخضر" حين كانت طائرته تتزود بالوقود، فاعتقلوه طبقا لما نرى بالفيديو المعروض أعلاه، وكان يهمّ بالمغادرة إلى إيران، للتفاوض بشأن صفقات بينها وبين فنزويلا، منها استبدال الذهب ببنزين إيراني، وفق تقرير تاريخه يونيو الماضي، وطالعته "العربية.نت" في موقع "أحوال تركية" الإخباري، ومقره بقبرص، وفيه ورد أيضا أن تركيا قلقة من احتمال أن ينتهي صعب أمام محكمة أميركية، لأنه "مفتاح" لكثير من الأسرار، فقد قام بعمليات غسيل أموال للنظام الفنزويلي، وبنى "علاقة اقتصادية" خاصة لكراكس مع أنقرة "عبر شركات وهمية تتخذ من إسطنبول مقرا" وفق التقرير.
ورد أيضا أن صعب أسس آلية معروفة منذ 2018 بشعار "الذهب مقابل الغذاء" بين كراكس وأنقرة وطهران، تم بموجبها شحن ذهب فنزويلي إلى تركيا بما قيمته 900 مليون دولار، وفي المقابل أصبحت أنقرة المزود الغذائي الرئيسي لفنزويلا بمواد غذائية حيوية، كالمعكرونة وزيت عباد الشمس والقمح والدقيق والعدس الأحمر والحليب المجفف والمواد الغذائية المعلبة، وغيرها الكثير، لذلك تحول صعب بما فعله "إلى سند تجاري رئيسي" لإدارة نيكولاس مادورو.
كما ورد بشأنه أيضا، أنه أسس في 2017 شركة باسم Mulberry Proje Yatirim لتلعب دور الوسيط بتصدير المواد الغذائية وبيعها في فنزويلا، وهي شركة طالتها في 2019 العقوبات الأميركية، لتورطها بغسل مئات ملايين الدولارات من أرباح عقود مرتبطة ببرنامج تزويد فنزويلا بالغذاء مقابل المعدن الأصفر الرنان.