لقبوه بـ"الميت الحي"، فهو بين أقاربه وجيرانه حي يرزق، ولكنه أمام الحكومة والجهات الرسمية متوفى بشهادة رسمية.
طه الإمام الشافعي غزالة، البالغ من العمر 65 عاما، من أبناء مدينة المنزلة التابعة لمحافظة الدقهلية شمال مصر، فوجئ بوجود اسمه في سجلات الأموات وصدور شهادة وفاة له بالرغم من وجوده على قيد الحياة.
وتعود الواقعة إلى ما قبل عامين حيث يرويها الرجل الستيني لـ"العربية.نت"، ويقول إنه توجه للإدلاء بصوته فى انتخابات مجلس النواب عام 2020، وهناك اكتشف أنه ليس مقيدا بسجلات الناخبين، وعندما استطلع الأمر فوجئ بالخبر الصاعق وهو أن اسمه مدرج في سجلات المتوفين، وتم إصدار شهادة وفاة له من محافظة بورسعيد في العام 2019.
ويتابع بالقول إنه توجه إلى مكتب الصحة الذي استصدر شهادة الوفاة له، وعلم من المسؤولين هناك أن أحد الأشخاص أبلغهم بوفاته، مضيفا أنه أخبر المسؤولين بأنه ما زال على قيد الحياة، وأنه هو الشخص الماثل أمامهم وليس المتوفى، كي يعيدوا تصحيح الأمر، لكنهم لم يعيروه انتباها وطالبوه بالذهاب لمصلحة الأحوال المدنية في القاهرة لإعادة قيده من جديد.
ومن خلال بحثه ومحاولته تقصي حقيقة ما حدث، علم الرجل بأسماء من أبلغوا زوراً وكذباً بوفاته، وحرر محضراً ضدهم كي يبدأ تصحيح الإجراءات، فيما نصحه البعض برفع دعوى قضائية لإثبات أنه ما زال حياً.
وأضاف أن الدعوى ما زالت متداولة في المحاكم، ومنذ ذلك الحين بات معتكفا في منزله ولا يستطيع إنهاء أي معاملات رسمية له لكونه متوفى في السجلات الرسمية.
وما زاد من دهشة وصدمة المسن المصري أنه عندما التقى مسؤولي الصحة بمحافظة بورسعيد الذين أصدروا شهادة وفاته أطلعوه على الأوراق الخاصة بالواقعة، وتصريح دفنه مرفق به صورة بطاقته، وموقع عليه من طبيب وموظف بمكتب صحة بورسعيد بالمخالفة للقانون، متابعا أنه علم أن من أبلغ بوفاته شخص يقيم في قرية بمدينة منية النصر بالدقهلية ولا يعرفه ولا تربطه أي صلة قرابة به.
وما يطلبه المواطن المصري هو استخراج مستند إعادة قيد له، والقبض على الذين أبلغوا بوفاته وحرروا له شهادة الوفاة، مرجحا أن يكون هناك لغز وراء القصة أو قد تكون هناك جريمة دفعتهم لاختلاقها واستخراج شهادة وفاة وتصريح دفن له.