لغز كبير يرافق الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا منذ أسبوع، عن الطائرات الروسية المسيرة من دون طيار في الأجواء، وأشار إليه موقع Defence One المتخصص بالشؤون العسكرية واللوجستية، بتقرير قال فيه إن لدى الجيش الروسي أسطولا كبيرا من طائرات "درون" مسيرة من دون طيار، واستخدم الكثير منها في مناطق الصراع المختلفة، خصوصا بسوريا وفي إقليم ناغورنو كاراباخ بالشرق القوقازي، إلا أن أيا منها لم يظهر للآن في أجواء أوكرانيا.
والمسيرات هي "عيون وآذان" مهمة لأي جيش يسعى لمراقبة المنطقة المحيطة بتواجد قواته، كما أنها تنقل البيانات بين القادة والقوات المنتشرة، لتحديد وتتبع الأهداف المستهدفة بالتدمير، كما هي ضرورية لتجنب وقوع إصابات، لأنها توفر رؤية لساحة المعركة مما يسمح للجنود والقادة باتخاذ قرارات أكثر تفصيلاً حول خطواتهم التالية. مع ذلك، لم يعتمدها الجيش الروسي منذ بداية الغزو للآن.
واعتبر أحد الخبراء، وهو الأميركي Samuel Bendett المستشار الباحث في مركز CNA الأميركي للاستراتيجيات واللوجستيات، أن أحد الأسباب التي يمكن أن تفسر عدم فعالية الطائرات الروسية من دون طيار "هو الأداء السليم للدفاعات الجوية الأوكرانية، والتي يمكن أن تتداخل مع جهود الجيش الروسي لاستخدام مسيّراته (..) وبرغم نجاح الجيش الروسي في استخدام طائرات أصغر حجما في مناطق أخرى، إلا أن استحواذه على طائرات أكبر وأكثر قدرة تمت الموافقة عليه مؤخرا فقط من قبل وزارة الدفاع" علما أن دكتاتور بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، قال قبل أيام إن مسيرات عملت فوق أوكرانيا في الساعات الأولى من الغزو الروسي.
والمعروف، وفقا للوارد بتقرير الموقع، أن معظم الطائرات العسكرية الروسية من دون طيار، هي نماذج صغيرة وخفيفة نسبيا، تم تصميم بعضها ليتم استخدامها باليد. وهي تكون الجزء الأكبر من الأسطول الروسي، وهي من طرازي Granat 1 و Granat 2 إضافة إلى طرازEleron-3 كما وطراز Zala ونظيره Orlan-10 وغيرها من المعتبرة صغيرة جدا، إلى درجة أنها "تختفي" بمجرد صعودها إلى ارتفاع يتراوح بين 1.5 إلى 2 كيلومتر.
كما هناك فرضية أخرى أثارها الباحث بينديت في تقريره بالموقع العسكري الأميركي، وهي أن الجيش الروسي يمكن أن يستخدم طائراته من دون طيار في المناطق التي يحقق فيها أكبر قدر من النجاح، مثل شبه جزيرة القرم، فيما تستخدم القوات الأوكرانية مسيراتها، وبعضها طراز TP-2 تركي الصنع، لمهاجمة القوافل الروسية لاحتواء القوات المتقدمة التي تسعى للوصول إلى كييف.
لكن الخبراء والمراقبين العسكريين الروس يحذرون من أنه لا يزال من الممكن تغيير الكثير في الأيام المقبلة، برغم أن الجيش الروسي واجه قوة غير متوقعة للدفاع الأوكراني "لكن يبدو أن القوات تعيد تنظيم وتعزيز خطوط الإمداد والتموين" كما قال. إلا أن اللغز لا يزال مستمرا عن اختفاء مسيرات الجيش الروسي من سماء أوكرانيا.