يوصي مسؤولو الصحة بأن يحصل كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق ، مع استثناءات قليلة ، على لقاح الأنفلونزا كل عام. وعلى الرغم من أنه لا توجد ضمانة بأن يؤدي لقاح الإنفلونزا إلى وقاية نهائية من الإصابة بالعدوى، وفقًا لما ذكره المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، إلا أن موقع Live Science في التقرير التالي يعرض الأسباب التي تحتم ضرورة الحصول عليه
تقليل خطر الإصابة بالعدوى
في المتوسط، يكون الأشخاص، الذين يحصلون على لقاح الإنفلونزا، أقل عرضة للإصابة بالفيروس بنسبة تتراوح بين 40% و 60% مقارنة بالأفراد غير الملقحين. وبالتالي، فإنه على الرغم من أن لقاح الأنفلونزا ربما لا يمنع جميع حالات الأنفلونزا، إلا أنه يساعد في الحماية من العدوى الشديدة والوفاة ويمكن أن يساعد في تقليل انتشار الفيروس في المجتمعات.
وفقا لإحصائيات مركز CDC، في كل عام من عام 2010 إلى عام 2020، لقى ما بين 12000 و52000 شخص في الولايات المتحدة بسبب الإنفلونزا، وتم نقل ما بين 140.000 و710.000 إلى المستشفى، وتصل نسبة الوفيات بسبب الإنفلونزا في الأطفال غير المحصنين باللقاح إلى 80%.
لقاح الإنفلونزا
يحث لقاح الإنفلونزا الجسم على تكوين أجسام مضادة ضد الإنفلونزا ، والتي تُهيئ الجهاز المناعي لمحاربة الفيروس في المرة القادمة التي يراها.
يتوفر لقاح الإنفلونزا بعدة أشكال، بعضها يعمل بشكل أفضل لفئات معينة من البشر. على سبيل المثال، يتم إعطاء معظم لقاحات الإنفلونزا كلقاحات معطلة تحتوي على فيروسات ميتة، أما لقاح رذاذ الأنف المضاد للإنفلونزا فيحتوي على نسخة ضعيفة من فيروس الأنفلونزا الحية.
وقالت كاثرينا غروسيتش، المتحدثة باسم مركز CDC: إن غالبية "لقاحات الأنفلونزا الحالية هي لقاحات رباعية التكافؤ، مما يعني أنها تحمي من أربعة فيروسات مختلفة للإنفلونزا: اثنان من فيروسات الإنفلونزا A وفيروسان من فيروسات الإنفلونزا B"، مشيرة إلى أن "لقاحات الإنفلونزا تسبب تطور الأجسام المضادة في الجسم بعد حوالي أسبوعين من التطعيم، بما يوفر الحماية من العدوى."
يتم اختيار سلالات الأنفلونزا الأربعة المدرجة في لقاح الأنفلونزا الموسمية على مستوى إقليمي، أي بناءً على تلك التي تنتشر في كل منطقة في العالم، أثناء تفشي الإنفلونزا الموسمية.
مدى فعالية اللقاح
عندما يدرس الباحثون اللقاحات، فإنهم يبحثون عن عدة أنواع من البيانات التي يمكن أن تكشف عن مدى نجاح هذه اللقاحات، كما يلي:
• الفاعلية وهي مدى نجاح اللقاح في تجربة إكلينيكية مضبوطة، بالنظر إلى حماية عدد الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في نهاية المطاف من الإصابة بالمرض، مقارنة بأولئك الذين لم يحصلوا على اللقاح. إذا كان للقاح فعالية بنسبة 80٪ في الوقاية من المرض، فإنه من المحتمل أن يصاب 20 فقط من كل مائة شخص حصلوا على اللقاح بالعدوى في التجارب السريرية.
• التأثير وهو كيفية عمل الفيروس في العالم الحقيقي، وعادة ما يتم تحليله من خلال الدراسات القائمة على الملاحظة بعد انتهاء موسم معين. إن السكان في العالم الحقيقي أكبر بكثير وأكثر تنوعًا من تلك العينة المتضمنة في التجارب السريرية. إذا كان للقاح تأثير وفعالية بنسبة 80% في الوقاية من المرض، فإن 80% أقل من الأشخاص الذين يتلقون اللقاح سيمرضون في ذلك العام.
وتشير الاحصائيات والبيانات إلى أن متوسط الفعالية في الوقاية من حالات الإنفلونزا المؤكدة مختبريًا بين موسم 2009-2010 وموسم 2019-2020 بلغت حوالي 43%، مما يعني أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح الإنفلونزا خلال تلك السنوات كانوا في المتوسط أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 43%، بما يشمل عدم الاضطرار إلى طبيب أو مستشفى لإجراء فحوصات بسبب مرض الإنفلونزا.
ضرورة الحصول على اللقاح
على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا ليس اللقاح الأكثر فاعلية، إلا أنه لا يزال يوفر بعض الحماية ضد العدوى، خاصة للأشخاص الأصحاء. والأهم من ذلك، أنه حتى مع تأثيره المتواضع إلى حد ما، فإن لقاح الإنفلونزا يساعد في الحماية من أسوأ آثار عدوى الإنفلونزا وهي تلقي العلاج بالمستشفى أو دخول الرعاية المركزة أو الوفاة.
كشفت نتائج مراجعة علمية، نُشرت عام 2021 في دورية Vaccine، أن البالغين الذين حصلوا على لقاح ضد الإنفلونزا ولكنهم ما زالوا يمرضون كانوا أقل عرضة بنسبة 26 % للحاجة إلى دخول أقسام العناية المركزة لتلقي العلاج، وكان المرضى الذين تم تطعيمهم والذين انتهى بهم المطاف بتلقي العلاج في المستشفى أقل عرضة للوفاة من الأنفلونزا بنسبة 31 %. مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم.
حماية للحوامل والرضع والأطفال
يوصي مركز CDC فئات بعينها بضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا، من بينها النساء أثناء الحمل، اللواتي يتعرضن لتغيرات في جهاز المناعة والقلب والرئتين بطرق تزيد من القابلية للإصابة بالإنفلونزا.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 في دورية Clinical Infectious Diseases، قلل الحصول على لقاح الإنفلونزا من خطر دخول المرأة الحامل إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا بنحو 40% مقارنة بالحوامل غير الملقحات بين عامي 2010 و2016.
تشير دراسات أخرى استشهد بها مركز CDC إلى أن الحصول على لقاح الأنفلونزا أثناء الحمل يمكن أن يحمي المولود أيضًا من الإصابة بالأنفلونزا. وتعد لقاحات الإنفلونزا مهمة أيضًا للأطفال، إذ أنه بين عامي 2010 و2014، قللت لقاحات الإنفلونزا من خطر وفاة طفل سليم بسبب الإنفلونزا بنسبة 65%، وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 ونشرت دورية طب الأطفال الأميركية نتائجها.