يعد بلوغ سن الأربعين وقتًا مناسبًا ومرحلة محورية لدعم طول عمر الدماغ، أو ما يُعرف أيضًا باسم امتداد الدماغ، ولتعزيز الصحة والوظائف الإدراكية. بحسب ما ورد في مقال بموقع Mind Your Body Green، إنه بعد عقود من التحولات الضخمة في الحياة خلال العشرينات والثلاثينيات من العمر بما يشمل التخرج من الجامعة وشغل وظيفة و/أو الزواج وإنجاب الأطفال، يكون من المُحتمل أن يكون قد طرأ تباطؤ أو على استقرار في المرحلة الجديدة من الحياة.
ربما يكون لدى بعض الأمهات أطفال ويجدن أن يومهن مليء بالروتين العائلي المعتاد، بما يشمل توصيل الأطفال إلى المدرسة والاعتناء بالكثير من المهام والأعمال المنزلية ومرافقة الأطفال إلى النادي لممارسة التمارين الرياضية ثم العودة لتحضير مأدبة العشاء قبل التوجه إلى السرير، أو ربما يكون يومهن مليئًا بمهام الأعمال، مثل يوم عمل شاق في المكتب أو إدارة العمل الخاص، أو ربما يكون يومهن مزيجًا من هذين السيناريوهين (أو لا شيء مما سبق). بغض النظر عما تفعله المرأة في مرحلة الأربعينات من العمر فإنه من المهم أن يتمكن عقلها من المواكبة.
صحة الدماغ
بحسب ما ذكرته الصحافية ومحررة شؤون الصحة بموقع MBG مورغان تشامبرلين في مقالتها، يمكن ألا يكون للمرأة نفس القدر من الطاقة كما كان الحال في العشرينات والثلاثينيات من العمر، لذا فإنه أمر حيوي أن ترعى عقلها لدعم قدرته على الانتباه واستعادة الذكريات وتعلم ومعالجة المعلومات الجديدة أمر حيوي.
بشكل عام، فإن سن الأربعين من العمر هي عندما تبدأ أدمغتهن في الشعور بتأثير خيارات نمط الحياة التي قمن باتخاذها طوال حياتهن. إذا لم يكن قد أسسن عادات صحية أساسية بعد (على سبيل المثال، ممارسة الرياضة بانتظام وتناول وجبات متوازنة وإدارة الإجهاد اليومي)، فربما يشعرن بمزيد من التأثر فيما يتعلق بعقولهن وأجسامهن خلال هذه المرحلة من الحياة.
تغير الهرمونات
بالنسبة للنساء، يمكن أن تكون هذه المرحلة من الحياة تحديًا عقليًا وعاطفيًا بشكل خاص نتيجة لتغير الهرمونات، والتي يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الأداء المعرفي وصحة الدماغ بشكل عام.
تعاني العديد من النساء من ضباب الدماغ الهرموني، أي الأفكار الضبابية والنسيان وصعوبة التركيز، بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون مما أدى إلى انقطاع الطمث. ويمكن أن تكون هذه الظاهرة محبطة تمامًا، لأنها تؤثر على الأداء الإدراكي بطريقة ملموسة.
تعزيز القدرات المعرفية
وفقًا لأطباء الأعصاب بروفيسور دين وعائشة شيرزاي، فإن أهم شيء يمكن القيام به في الأربعينيات من العمر لتعزيز طول عمر الدماغ وتغذية الوظيفة المعرفية هو تقوية مهارات الوظيفة التنفيذية، أي المعالجة وحل المشاكل والمرونة المعرفية.
لا يعني هذا فقط ممارسة الألعاب المعقدة، مثل الكلمات المتقاطعة وألغاز الصور المقطوعة وألعاب الورق والشطرنج، ولكن أيضًا الانخراط في أنشطة ترضي الروح، إذ يصبح الأمر أكثر أهمية بشكل كبير أن تقمن بتحدي الدماغ مع التقدم في السن، وأن يقلن لأنفسهن إنه لا مجال للاستسلام والتقاعد، وينبغي عليهن اتباع الخطوات التالية:
• تناول مكمل شامل لصحة الدماغ: تحتوي مكملات منشط الذهن على مغذيات محددة ومنشطات حيوية ونباتات تساعد في دعم وتقوية مهارات الوظيفة التنفيذية وتحسين الذاكرة وتعزيز التركيز لتعزيز صحة الدماغ بشكل عام وطول العمر.
• اتباع نظام غذائي داعم للدماغ: إن تعبئة الصحون وملء خزانة المطبخ والبراد بالأطعمة والمكملات المستهدفة الغنية بالمغذيات الدقيقة الأساسية والمغذيات النباتية (على سبيل المثال، أحماض أوميغا-3 الدهنية وفيتامينات B وفيتامين D3 والبوليفينول، يمكن أن يساعد في الحفاظ على المخ في حالة جيدة طوال فترة الحياة.
• ممارسة الرياضة بانتظام: إن تحريك الجسم (بأي طريقة تُشعر بالرضا) أمر رائع للعقل، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى المخ وتحسين الحالة المزاجية الصحية. إن إضافة النشاط البدني المتعمد إلى الروتين اليومي يمكن أن يدعم بشكل جدي الأداء الإدراكي.
• ممارسة اليقظة الذهنية: سواء كانت المرأة تمارس نشاطًا منظمًا لليقظة الذهنية (مثل التأمل أو كتابة اليوميات أو اليوغا) أو مجرد تخصيص وقت للجلوس في الطبيعة والتفكير، فإن منح النفس الوقت يعد أمرًا بالغ الأهمية لإدارة الإجهاد.
• البحث عن هواية: تجلب ممارسة هواية محببة إلى الشعور بالسعادة. يوضح بروفيسور دين شيرازي أن الأنشطة التي تتحدى العقل وتجعل الإنسان سعيدًا حقًا هي أمر حيوي لحياة طويلة وصحية، مشيرًا إلى أن "المشاركة في أنشطة تطوعية اجتماعية أو إدارة فريق أو ارتياد نوادي الكتاب أومجرد المواظبة على لعب الورق مع الصديقات أو تعلم الرقص أو الموسيقى أو أخذ الدروس في أي مجال تعتبر من الأنشطة المفيدة للغاية طالما أنها تمنحهن شعور بالسعادة ويستمتعن بها".