يوم السادس من شهر نوفمبر 1888، توجه الأميركيون لمراكز الاقتراع للمشاركة بانتخاب رئيسهم من بين عدد من المرشحين كان أبرزهم المرشح الجمهوري بنجامين هاريسون (Benjamin Harrison) والرئيس المنتهية ولايته والمنتمي للحزب الديمقراطي جروفر كليفلاند (Grover Cleveland).
وأثناء الحملة الانتخابية استعدادا لرئاسيات 1888، اختلف الحزبان الديمقراطي والجمهوري حول مسألة إصلاح التعريفة وتعديل الأسعار. فبينما فضّل المرشح الديمقراطي كليفلاند التخفيض في الضريبة الوقائية (protective tariff) أملا في إجبار المؤسسات على رفع أسعار السلع للمشترين لتعويض خسائرها من المواد الأولية المستوردة، اتجه المرشح الجمهوري هاريسون لزيادة قيمة التعريفة الجمركية أملا في رفع أسعار السلع المستوردة وإجبار الأميركيين على استهلاك المنتوجات محلية الصنع.
المرشحان الأساسيان للرئاسة
خلال اجتماعه في شهر يونيو، وافق الحزب الديمقراطي على ترشيح جروفر كليفلاند لولاية ثانية، كما اختير السيناتور عن ولاية أوهايو بمجلس الشيوخ ألان ثورمان (Allen G. Thurman) لمرافقة كليفلاند بالسباق الانتخابي والظفر بمنصب نائب الرئيس.
من جهة ثانية، واجه الحزب الجمهوري صعوبة في اختيار مرشحه للرئاسيات حيث اتجه كثيرون لدعم ترشيح النائب ووزير الخارجية السابق جيمس بلين (James G. Blaine) قبل أن يتراجعوا عن ذلك مفضلين ترشيح حفيد الرئيس السابق وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison) والسيناتور عن ولاية أنديانا بمجلس الشيوخ بنجامين هاريسون. ولدعم حظوظ مرشحهم، لم يتردد الجمهوريون لحظة واحدة في اختيار التاجر والمصرفي والسفير السابق بفرنسا ليفي مورتن (Levi P. Morton) لمنصب نائب الرئيس.
تبادل التهم
أثناء السباق الرئاسي، تبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي تهما تعلقت بالفساد والرشوة حيث اتهم كلا المرشحين بتقديم مبالغ مالية لشراء أصوات الناخبين. وفي ولاية أنديانا، تحدّث البعض عن اعتراض رسالة من الحزب الجمهوري لشراء أصوات الناخبين عن طريق منحهم مبالغ مالية هامة مقابل التصويت للمرشح بنجامين هاريسون. أما بالمناطق الجنوبية، فقد لجأ الحزب الديمقراطي لمنع السود من التوجه لمراكز الاقتراع بسبب تأييدهم للحزب الجمهوري المصنف لديهم كحزب أبراهام لنكولن محرر العبيد ومجهض العبودية.
نتائج صادمة
إلى ذلك، جاءت نتائج الانتخابات لتشكل صدمة للجميع. فعلى الرغم من تفوقه بفارق نحو 100 ألف صوت بالاقتراع المباشر، خسر المرشح الديمقراطي جروفر كليفلاند منصبه كرئيس عقب حصوله على 168 صوتا بالمجمع الانتخابي مقابل 233 صوت لمنافسه الجمهوري بنجامين هاريسون.
وقد مثلت هذه ثالث مرة بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية يفوز بها مرشح بالرئاسة على الرغم من خسارته للتصويت المباشر. وقد انتظر الأميركيون 112 سنة لمشاهدة حدث مشابه عام 2000 عندما تمكن المرشح الجمهوري جورج بوش الابن من الظفر بالرئاسة على حساب المرشح الديمقراطي آل غور (Al Gore) بفضل المجمع الانتخابي على الرغم من خسارته للتصويت المباشر.