لا تختلف اللقاحات المضادة لكوفيد-19 عن باقي لقاحات الأمراض الأخرى، إذ لا يحتاج المرء إلى الاستعداد لأي آثار جانبية. ولكن أفادت بعض التقارير أن بعض الأشخاص عانوا من آثار جانبية، تراوحت ما بين خفيفة إلى شديدة، مع كون الأعراض الشديدة ظهرت بين أعداد قليلة للغاية، وفقا لما جاء في تقرير نشره موقع "بولدسكاي" Boldsky، المعني بالشؤون الصحية.
وتعتبر الآثار الجانبية، مثل الصداع وآلام الجسم والإسهال وتساقط الشعر، وما إلى ذلك من بين التي يسببها لقاح كوفيد-19، علامات على أن جهاز المناعة في الجسم يستجيب للقاح، وهو أمر جيد، حيث إنها تعد علامة على أن جهاز المناعة يعمل بشكل جيد.
كما أفاد تقرير حديث بأن النساء كن أكثر عرضة للمعاناة من الآثار الجانبية للقاح كوفيد من الرجال، وفقًا للمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في حين أن الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19، التي تم الإبلاغ عنها لم تكن شديدة، إلا أنه لوحظ أن النساء تعرضن لآثار جانبية للقاح أكثر من الرجال.
وأشارت البيانات المنشورة في التقرير إلى أنه من إجمالي عدد التطعيمات التي تم إعطاؤها، تم الإبلاغ عن 79% من الآثار الجانبية من قبل النساء، على الرغم من إعطاء حوالي 60% من الجرعات للنساء، أي أن 19 امرأة تلقين جرعة "موديرنا" أبلغن عن تعرضهن لرد فعل سلبي، في حين أن 44% من النساء اللاتي اشتكين من تفاعلات الحساسية تم إعطاؤهن حقن "فايزر".
وفقًا للدراسة، تم التأكيد على الأسباب التالية بأنها ربما تكون السبب وراء إصابة النساء بآثار جانبية أكثر من الرجال:
• تعد الاستجابة المناعية الأنثوية، من نواح كثيرة، أعلى من الذكورية.
• ثبت أن جسد الأنثى يميل إلى إنتاج المزيد (ضعف عدد) الأجسام المضادة لمكافحة العدوى استجابةً للقاحات الأنفلونزا والحمى الصفراء وداء الكلب والتهاب الكبد A وB.
• ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في جسم الأنثى مما يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي، وبالتالي تسبب المزيد من الآثار الجانبية. يمكن أن يؤثر البروجسترون والتستوستيرون أيضًا على تفاعلات اللقاح. فعند التعرض للأستروجين، تميل الخلايا المناعية إلى إنتاج المزيد من الأجسام المضادة استجابةً للقاح.
• تعد التقلبات الهرمونية في جسد الأنثى أحد الأسباب أيضًا.
• أشارت دراسة أخرى إلى أن السبب وراء تقارير الآثار الجانبية يمكن أن يكون مرتبطًا بعوامل سلوكية – أي أن النساء ربما يكونن أكثر عرضة من الرجال للإبلاغ عن الآثار الجانبية حتى عندما تكون أعراضهن متشابهة.
• أظهرت العديد من الدراسات أن أجسام النساء تمتص الأدوية وتقوم باستقلابها بشكل مختلف عن الرجال.
حساسية لقاح الإنفلونزا
وكانت نتائج دراسة، أجريت عام 2013، قد أظهرت أن أربعة أضعاف عدد النساء (بين سن 20 و59) أبلغن عن تفاعلات حساسية بعد تلقي لقاح الإنفلونزا الوبائي لعام 2009، والذي يدعم بدوره النتائج الأخيرة التي تفيد بأن النساء يمكن أن يعانين من آثار جانبية شديدة للقاح كوفيد أكثر من الرجال.
وتوصلت دراسة أخرى إلى أن النساء يمثلن 80% من جميع تفاعلات الحساسية المفرطة لدى البالغين تجاه اللقاحات.
آثار طفيفة وقصيرة المدى
لكن أوضح الخبراء أن الآثار الجانبية للقاح كوفيد تكون خفيفة وقصيرة العمر، والأهم من ذلك، أن هذه الآثار الجانبية هي علامة على أن اللقاح يعمل وأن الجهاز المناعي يعمل بشكل جيد. بسبب الاختلاف في التركيب الجيني لجسم الذكر والأنثى، فإن طريقة عمل اللقاح ستكون مختلفة.
وأظهرت الدراسات أن الخلايا التائية في الجسد الأنثوي تؤدي إلى استجابة أقوى، وبشكل أوضح إلى حد كبير عند البالغين الأصغر سنًا.
في حين أن الصداع والألم في منطقة الحقن والحمى والتعب والغثيان هي الآثار الجانبية الشائعة بعد التطعيم ضد فيروس كورونا، فقد أبلغت بعض النساء عن تعرضهن لتغيرات في الدورة الشهرية بعد التطعيم. لكن لا توجد بيانات أو دليل فعلي لربط لقاحات كوفيد-19 بدورة الطمث.
وأضاف الخبراء أن كافة الآثار الجانبية والتغييرات تكون مؤقتة، لذا يجب على النساء المضي قدمًا والحصول على التطعيم دون أي قلق.
النساء الحوامل والمرضعات
وأكد الخبراء أيضا أن لقاحات كوفيد-19 آمنة للنساء الحوامل والأمهات المرضعات والنساء اللواتي يعتزمن الحمل والإنجاب، موضحين أن للقاح آثار جانبية، تكون عادة ما تكون خفيفة مثل أي دواء آخر. وفي معظم الحالات، لا يعدو الأمر أكثر من مجرد التعرض لحمى خفيفة أو ألم في موضع الحقن أو الشعور بالتوعك لمدة 1-3 أيام.
ونصح الخبراء أن يلجأ الرجال والنساء للحصول على استشارة وعناية طبية إذا كان هناك معاناة من آثار جانبية شديدة للقاح مثل جلطات الدم والنوبات والصداع الشديد وردود الفعل التحسسية.