لهذا السبب حفر الأميركيون نفقا تحت سفارة موسكو بواشنطن

بالقرن الماضي، عاش العالم على وقع الحرب الباردة التي وضعت المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة المعسكر الشرقي الذي تزعمه الإتحاد السوفيتي. وإضافة لسباق التسلح والحروب بالوكالة التي نشبت بين المعسكرين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مثلت عمليات التجسس ركيزة من ركائز الحرب الباردة حيث حاولت كل من الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفيتي جمع أكبر ممكن من المعلومات الحساسة عن الطرف الآخر.

خطة مونوبولي

وإضافة لحادثة المجسم الخشبي الذي احتوى جهاز تنصت وقدم كهدية للسفارة الأميركية بموسكو عام 1945، اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية خلال السبعينيات على طريقة غريبة للتجسس على السفارة السوفيتية بواشنطن التي شكك مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي في إمكانية نقلها لمعلومات حساسة لموسكو.

عام 1977، اتجهت السفارة السوفيتية بواشنطن لنقل مقرها لتستقر بشارع وسكنسن (Wisconsin) الذي ضم عددا هاما من المرافق. وفي خضم هذه الأحداث، تخوف مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن الأميركية من عمليات تجسس يقودها العاملون بالسفارة السوفيتية، اعتمادا على تكنولوجيا متطورة، للتنصت على البيت الأبيض والكونجرس بهدف نقل معلومات حول قرارات سيادية نحو المسؤولين السوفيت بموسكو.

وأملا في مراقبة الدبلوماسيين السوفيت، اشترى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأميركية العديد من المنازل والمباني الأخرى القريبة من السفارة. وإضافة لذلك، وضع المسؤولون الأميركيون خطة مونوبولي (Monopoly) التي اتجهوا من خلالها لحفر نفق تحت سفارة الإتحاد السوفيتي أملا في سماع ما يجري بداخلها والتنصت على حوارات العاملين بها. ولإنجاح هذه العملية، تعاقد الأميركيون مع مسؤول بناء واتجهوا لإنفاق مئات آلاف الدولارات على النفق الذي استغرق بنائه سنوات عديدة.

فشل الخطة

إلى ذلك، مثّلت خطة مونوبولي فشلا ذريعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأميركية. فأثناء فترات البناء، غمرت المياه النفق مرات عديدة وعطلت الأشغال وهدمت أحيانا أجزاء منه. أيضا، واجهت وكالة الأمن القومي الأميركية مصاعب في تشغيل معداتها داخل النفق تزامنا مع عجز عملائها وموظفيها عن تحديد موقعهم تحت مبنى السفارة حيث وجدوا أنفسهم مرات عديدة تحت غرف الحمام والأرشيف والمخزن.

عام 1989، عرفت خطة مونوبولي نهايتها عقب كشفها من قبل الإتحاد السوفيتي. فخلال ذلك العام، انشق العميل الأميركي روبرت هنسين (Robert Hanssen) عن الإدارة الأميركية وأطلع المسؤولين السوفيت على وجود نفق، خصص لأغراض تجسس، تحت سفارة بلادهم بواشنطن.

مع كشف خطة مونوبولي وانهيار الإتحاد السوفيتي، أقدم الأميركيون خلال تسعينيات القرن الماضي على إغلاق هذا النفق.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: