لهذا السبب حلّ عشرات آلاف الأجانب للقتال بالحرب الأهلية الإسبانية 

عقب انقلاب فاشل صيف عام 1936، دخلت إسبانيا في فترة الحرب الأهلية التي وضعت الجمهوريين اليساريين في مواجهة القوميين، بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو (Francisco Franco)، المدعومين من قبل الفاشيين. وتزامنا مع تواجد كل من الفاشيين، بقيادة بينيتو موسوليني، بسدة الحكم بإيطاليا منذ العام 1922 والنازيين بألمانيا منذ عام 1933 عقب حصول هتلر على منصب المستشار، تخوّف كثيرون حول العالم من إمكانية وقوع إسبانيا بقبضة الفاشيين مما قد يشكل تهديدا لبقية الدول الديمقراطية بأوروبا.

حياد عالمي ومعاهدة بأوروبا

إلى ذلك، اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية بعد أقل من 20 عاما عن نهاية الحرب العالمية الأولى. وبسبب ذلك، كانت أغلب القوى العالمية مترددة في التدخل بهذا الصراع خوفا من إمكانية اندلاع حرب عالمية ثانية بسببه. فبالولايات المتحدة الأميركية، حاول الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت إقناع الكونغرس بدعم الجمهوريين بهذا النزاع إلا أن طلبه هذا قوبل برفض قاطع من المشرّعين الأميركيين الذين مرروا حزمة قوانين لضمان حياد بلادهم بالحرب الأهلية الإسبانية.

وبأوروبا، دعت دول كفرنسا وبريطانيا جميع الدول الأوروبية لتوقيع معاهدة عدم تدخل بالحرب الأهلية الإسبانية. وفي الأثناء، وقعت 27 دولة على هذه المعاهدة. ومن ضمن الدول الموقّعة تواجدت كل من ألمانيا وإيطاليا والاتحاد السوفيتي التي لم تلتزم أي منها ببنودها واتجهت لإرسال العتاد والجنود والخبراء العسكريين لتأجيج الصراع.

7 آلاف ضحية من الألوية الدولية

مع رفض فرنسا وبريطانيا التدخل بالحرب الأهلية الإسبانية، اتجه ما يزيد عن 35 ألف متطوع، من معارضي الأنظمة الفاشية، جاؤوا من 52 دولة، كالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وبولندا وكندا ودول أميركا اللاتينية، للتحول نحو إسبانيا للقتال ضد القوميين. وقد ضمت قائمة هؤلاء المتطوعين العديد من اليهود الألمان المنفيين وعدد من الأدباء والمفكرين من أمثال جورج أورويل (George Orwell).

إلى ذلك، قاتل هؤلاء المتطوعون ضمن فرق الألوية الدولية. وبناء على مصادر تلك الفترة، حلت أولى فرق المتطوعين بإسبانيا تزامنا مع اقتراب قوات فرانسيسكو فرانكو من العاصمة مدريد خلال شهر أغسطس عام 1936.

خلال خريف عام 1936، اتجهت منظمة الشيوعية الدولية لانتداب وتجنيد العديد من الأجانب، ذوي الميول الشيوعية، بهدف إرسالهم لإسبانيا لدعم الجمهوريين في وجه القوميين.

خلال الحرب الأهلية الإسبانية، فارق حوالي 7 آلاف متطوع أجنبي، ممن قاتلوا ضمن الألوية الدولية، الحياة أثناء المعارك ضد القوميين المدعومين من ألمانيا وإيطاليا. وعام 1939، عرفت الحرب الأهلية الإسبانية نهايتها بانتصار فرانسيسكو فرانكو والقوميين الذين رفضوا فيما بعد دخول الحرب العالمية الثانية لجانب دول المحور.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: