أثناء فترة حياته، تزوج القائد السوفيتي جوزيف ستالين مرتين رزق خلالهما بثلاثة أطفال، حملوا أسماء ياكوف وسفيتلينا وفاسيلي. وعلى الرغم من نجاحه في إحكام قبضته على الاتحاد السوفيتي لنحو ربع قرن وتمكنه من إلحاق الهزيمة بأدولف هتلر وطرد الألمان من الأراضي السوفيتية بالحرب العالمية الثانية، لم تكن الحياة الزوجية لستالين موفقة.
فعام 1907، فقد القائد السوفيتي زوجته الأولى كاتو سفانيدز (Kato Svanidze) التي قيل إنها توفيت عقب إصابتها بالتيفوس. وعام 1919، تزوّج ستالين مجددا من امرأة حملت اسم ناديا آليلوييفا (Nadezhda Alliluyeva) كانت أصغر منه بنحو 23 عاما.
الزواج من ستالين
إلى ذلك، ولدت ناديا يوم 22 أيلول/سبتمبر 1901 بمدينة باكو (Baku) التي كانت حينها جزءا من الإمبراطورية الروسية. في الأثناء، كان والد ناديا صديقا لستالين وزميلا بالحزب البلشفي. وقد اتجه الأخير للانتقال، رفقة عائلته، للعيش بسانت بطرسبرغ التي عاشت منذ مطلع القرن العشرين على وقع تقلبات سياسية عديدة أسفرت منتصف شهر آذار/مارس 1917 عن رحيل النظام القيصري تزامنا مع تنازل القيصر نيقولا الثاني عن العرش.
وبسبب معرفتها المسبقة بجوزيف ستالين، وافقت ناديا آليلوييفا على الزواج من ستالين وهي في الثامنة عشرة من العمر. ومن خلال هذا الزواج، رزقت الأخيرة بكل من فاسيلي عام 1921 وسفيتلينا عام 1926.
في الأثناء، عملت ناديا كسكرتيرة لعدد من القادة البلشفيين كلينين وستالين قبل أن تلتحق فيما بعد بالمعهد الصناعي بموسكو أملا في الحصول على بكالوريوس هندسة بمجال الألياف الصناعية. من ناحية أخرى، عانت هذه الشابة الروسية من مشاكل صحية عديدة أثرت على دراستها وحياتها العائلية التي عرفت نهاية تراجيدية عام 1931.
انتحار زوجة ستالين
خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1932، كانت ناديا على بعد أسابيع فقط من نهاية مسيرتها الدراسية وحصولها على درجة الهندسة. ويوم السابع من نفس الشهر، حضرت الأخيرة تظاهرة إحياء الذكرى الخامسة عشرة للثورة البلشفية رفقة ستالين والعديد من كبار القادة بالحزب الشيوعي.
وبحلول المساء، انتقلت ناديا آليلوييفا رفقة زوجها جوزيف ستالين لحضور احتفال أقامه المسؤول السوفيتي كليمنت فوروشيلوف (Kliment Voroshilov) بالكرملين. وأثناء الاحتفال، اتجه ستالين، الذي كان تحت تأثير الكحول، للتقرب من عدد النساء مثيرا بذلك غضب زوجته التي كانت حاضرة على عين المكان. وعقب مشادات كلامية، اتجه ستالين لإهانة ناديا آليلوييفا أمام الحاضرين. وأمام هذا الوضع، فضلت ناديا مغادرة المكان للتمشي، رفقة إحدى صديقاتها، قرب الكرملين.
صبيحة يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1931، أقدمت ناديا آليلوييفا على إطلاق النار على صدرها، باستخدام مسدس من نوع والثر بي بي (Walther PP) واضعة بذلك حدا لحياتها. وحال سماعه بهذا الأمر، أصيب ستالين بصدمة وأمر بإخفاء الحقيقة حول حادثة الانتحار مطالبا المسؤولين الإعلاميين بإعلان وفاتها بسبب التهاب الزائدة الدودية.
أثرت حادثة وفاة ناديا بشكل كبير على أطفال ستالين. فعلى مدار سنين، آمنت سفيتلينا بوفاة والدتها بسبب الزائدة الدودية قبل أن تكتشف الحقيقة عام 1942 بجريدة بريطانية لتصاب على إثر ذلك بصدمة أثرت على علاقتها بوالدها. من ناحية أخرى، أهمل ستالين ابنه فاسيلي الذي باشر بشرب الكحول في سن مبكرة. وقد أدمن الأخير على تعاطي هذه المشروبات الكحولية ليفارق الحياة بسببها عام 1962 عن عمر ناهز 41 عاما.