خلال العام 1924، سجلت الألعاب الأولمبية الشتوية ظهورها عقب موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على ذلك. وفي البداية، اعتمدت تسمية الأسبوع الدولي للألعاب الشتوية للإشارة لهذا الحدث. وبعد عامين فقط، قرر المسؤولون الأولمبيون تغيير هذه التسمية لتصبح رسميا الألعاب الأولمبية الشتوية.
ومنذ بدايته، واجه هذا الحدث الرياضي العالمي مصاعب عديدة. فإضافة لمشاكل التنظيم والرياضات المعتمدة والدول المشاركة، واجهت الألعاب الأولمبية الشتوية مشاكل أخرى ارتبطت بالسياسة تزامنا مع صعود الأنظمة الفاشية واستضافة ألمانيا لهذا الحدث الرياضي عام 1936.
غارميش بارتنكيرشن 1936
عقب اجتماعها عام 1931، وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على منح برلين شرف استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936. وبالفترة التالية، سمحت اللجنة الأولمبية الدولية لألمانيا باستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية التي كان من المقرر أن تجرى بنفس السنة حيث تفوق الملف الألماني حينها على ملفات أخرى قدمتها دول ككندا وسويسرا. ولإقامة هذا الحدث الرياضي الشتوي بشكل لائق ومناسب، اختار الألمان مدينة غارميش بارتنكيرشن (Garmisch-Partenkirchen) لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية بفضل امتلاكها لبنية تحتية جيدة.
إلى ذلك، أثار اختيار غارميش بارتنكيرشن قلق العديد من الدول بسبب تواجد المدينة بمنطقة بافاريا التي تغلغل بها أنصار الحزب النازي.
مع استلام أدولف هتلر لمنصب المستشار أواخر يناير 1933 وانفراده بالسلطة خلال العام التالي، اتخذ النازيون موقفا مناهضا للألعاب الأولمبية قبل أن يتراجعوا عن ذلك حيث فضّل وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز (Joseph Goebbels) اعتماد الألعاب الأولمبية لتلميع صورة الرايخ الثالث، أي ألمانيا خلال الحقبة النازية، على الصعيد العالمي.
من جهة ثانية، تعالت الأصوات المطالبة بمقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية بالعديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تزامنا مع ظهور تقارير لمنظمات حقوقية استنكرت من خلالها المعاملة القاسية واللاإنسانية التي يتلقاها اليهود والمعارضون السياسيون بألمانيا.
2.7 مليون رايخ مارك
ما بين يومي 6 و16 شباط/فبراير 1936، استضافت مدينة غارميش بارتنكيرشن الألعاب الأولمبية الشتوية التي شارك أدولف هتلر في افتتاحها. وبناء على تقارير تلك الفترة، أنفق الألمان ما يزيد عن 2.7 مليون رايخ مارك لتهيئة الملاعب ومواقع التزلج والبنية التحتية لغارميش بارتنكيرشن.
وقد شارك في هذه الألعاب الشتوية لعام 1936 عدد هام من الرياضيين بلغ 646 رياضيا، 566 من الذكور و80 من الإناث، جاؤوا لتمثيل 28 دولة. من ناحية أخرى، شاركت بعض الدول كأستراليا وتركيا واليونان وبلغاريا لأول مرة بتاريخها بالألعاب الأولمبية الشتوية.
إلى ذلك، مثلت النمسا أكثر الدول تمثيلا بهذا الحدث الرياضي حيث تواجد بالألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1936 نحو 60 رياضيا نمساويا، بينما قدّر عدد الرياضيين الألمان بحوالي 55 رياضيا وهو نفس عدد الرياضيين الذي شارك به الأميركيون. ومع اختتام الألعاب يوم 16 شباط/فبراير 1936، كانت النرويج أكثر الدول تتويجا بالميداليات حيث حصدت الأخيرة 7 ميداليات ذهبية و5 فضية و3 برونزية.