لهذا السبب وقعت أميركا سلاما منفصلا مع ألمانيا عام 1921

عقب فشل جهود التهدئة التي تلت حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، غاصت أوروبا يوم 28 يوليو 1914 بأهوال الحرب العالمية الأولى التي استمرت لأكثر من 4 سنوات وأسفرت عن سقوط ما يزيد عن 20 مليون شخص بين قتيل وجريح. وعلى الرغم من اتخاذها لموقف الحياد لأشهر عديدة، فضّلت الولايات المتحدة الأميركية الالتحاق بالحلفاء وإعلان الحرب على الإمبراطورية الألمانية يوم 6 ابريل 1917 عقب واقعة برقية زيمرمان (Zimmerman).

خلال شهر نوفمبر 1918، انهارت الإمبراطورية الألمانية عقب تنازل القيصر فيلهلم الثاني (Wilhelm II) عن العرش، لتقوم بدلاً منها جمهورية عرفت بجمهورية فيمار (Weimar). ومع بداية العام 1919، اتجه المنتصرون لعقد مؤتمرات سلام دولية بهدف وضع شروط استسلام الدول الخاسرة.

وبعد جملة من الاجتماعات ضمن مؤتمر فرساي، توصل المنتصرون لاتفاق مع ألمانيا، عُرف بـ"معاهدة فرساي"، تعهدت من خلاله ألمانيا بدفع تعويضات للمنتصرين والتنازل عن جانب من أراضيها والتقليص من حجم ترسانتها العسكرية. ومع قبوله بكل ما جاء خلال الاجتماعات، اتجه الرئيس الأميركي وودرو ولسن لعرض "معاهدة فرساي" على الكونغرس الأميركي ليصطدم برفض مجلس الشيوخ لها. وأكد أعضاء الغرفة العليا من البرلمان الأميركي، أي مجلس الشيوخ، رفضهم القاطع لفكرة انضمام الولايات المتحدة الأميركية لمنظمة عصبة الأمم التي طالب ولسن بإحداثها، محبّذين بقاء بلادهم بعيدة عن الشأن الأوروبي.

وكنتيجة لما حصل، اتجه الجانبان الأميركي والألماني لمناقشة اتفاقية سلام منفصلة لإنهاء حالة الحرب بينهما. ويوم 2 يوليو 1921، وقّع الرئيس الأميركي وارن هاردينغ (Warren G. Harding) قرار نوكس بورتر (Knox–Porter) الذي مرره الكونغرس الأميركي وأنهى بشكل رسمي تدخل الولايات المتحدة الأميركية بالحرب العالمية الأولى.

وعلى إثر ذلك، وقّع الجانبان الأميركي والألماني ببرلين يوم 25 أغسطس 1921 اتفاقية، حملت اسم "معاهدة الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا لإعادة العلاقات الوديّة"، صادق عليها الكونغرس والرئيس الأميركي خلال شهر أكتوبر من نفس العام.

وبموجب هذه الاتفاقية، التزمت ألمانيا بمنح الولايات المتحدة الأميركية جميع الامتيازات والحقوق التي حصلت عليها بقية الدول المنتصرة وحددت "بنود معاهدة" فرساي التي ستنطبق على الجانب الأميركي.

إلى ذلك، وضعت هذه الاتفاقية حجر الأساس للتعاون الأميركي الألماني خارج منظمة عصبة الأمم. وخلال الفترة التالية، شرعت الولايات المتحدة الأميركية في تقديم جملة من المساعدات لجمهورية ألمانيا حديثة النشأة لمساعدتها على تحمّل أعباء "معاهدة فرساي". أيضاً، عادت العلاقات الدبلوماسية تدريجياً بين الطرفين تزامناً مع موافقة الأميركيين على إرسال سفير لبرلين.

خلال الأشهر التالية، أبرم الألمان والأميركيون اتفاقية ثانية تعهدا من خلالها بإحداث لجنة مختلطة لتحديد قيمة التعويضات التي ستقدمها ألمانيا للولايات المتحدة الأميركية.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: