عقب هزيمة قوات الاحتلال الفرنسي بمعركة ديان بيان فو (Dien Bien Phu) وانسحابها عام 1954، قسّمت فيتنام لدولتين شمالية وجنوبية، حسب ما جاء بمؤتمر جنيف، بشكل مؤقت بانتظار إجراء انتخابات لتوحيد الجزأين سنة 1956.
وبينما كان فوز الشيوعيين الشماليين حتميا بهذه الانتخابات بسبب الدعم الشعبي الكبير الذي حظوا به بالمناطق الريفية لفيتنام الجنوبية، اتجه الزعيم الجنوبي نغو دينه ديم (Ngo Dinh Diem)، بدعم من الأميركيين، لرفض النتائج.
فاندلعت حرب فيتنام، تزامنا مع قيام تمرد مدعوم من الشمال بجنوب فيتنام، التي استمرت لأكثر من 19 عاما وأسفرت عن سقوط ملايين القتلى.
وشهدت بداية هذه الحرب دعما أميركيا كبيرا للجنوب سرعان ما تحولت لتدخل عسكري مباشر عقب حادثة خليج تونكين (Tonkin).
حادثة خليج تونكين
خلال تلك الفترة، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية للقيام بعمليات قصف بحري، اعتمادا على البوارج والمدمرات، ضد أهداف على الحدود بين لاوس وفيتنام لقطع خطوط الدعم الفيتنامية الشمالية وساندت في الآن نفسه فيتنام الجنوبية بقصف مواقع الفيت كونغ (Viet Cong).
إلا أنه ومع ساعات الصباح الأولى ليوم 2 آب/أغسطس 1964، تلقى طاقم المدمرة الأميركية، المتواجدة قرب مياه فيتنام، يو أس أس مادوكس (USS Maddox) تحذيرات بوجود 3 زوارق قاذفة للطربيدات تابعة لفيتنام الشمالية على مقربة منها. وبادئ الأمر، قرر قائد السفينة جون هيريك (John J. Herrick) الابتعاد من المنطقة لتجنب المواجهة مع الفيتناميين. وبعد فترة وجيزة، تراجع الأخير عن قراره ليعود أدراجه نحو خليج تونكين.
ومع اقتراب الزوارق الفيتنامية، أمر هيريك قواته بالاستعداد لإطلاق النار وطلب دعما من سلاح الجو الأميركي الذي حل على عين المكان مجبرا الفيتناميين الشماليين على التراجع.
اشتباكات عنيفة
في اليوم التالي، أرسل الأميركيون المدمرة تورنر جوي (Turner Joy) لدعم نظيرتها مادوكس بخليج تونكين. وفي خضم هذه الأحداث، تلقت كل من تورنر جوي ومادوكس أوامر من جون هيريك بالإبحار بعرض البحر وتجنب المواجهة مع الفيتناميين الشماليين.
وعند حدود الساعة التاسعة ليلا يوم 4 آب/أغسطس 1964، حذرت المدمرة مادوكس من تواجد قوارب فيتنامية شمالية على مقربة منها.
ثم تحدّث طاقم المدمرتين مادوكس وتورنر جوي عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع الزوارق الفيتنامية التي أطلقت عددا من الطربيدات والقذائف نحو السفن الأميركية. وعلى الرغم من التقارير التي شككت في حقيقة ما حصل، أثارت حادثة خليج تونكين غضب الإدارة الأميركية التي بحثت منذ فترة عن ذريعة للتدخل بشكل أكبر بفيتنام.
الرد الأميركي
أما في واشنطن، فقد تابع الرئيس الأميركي ليندون جونسون (Lyndon B. Johnson) عن كثب وقائع ما حصل ليلة 4 آب/أغسطس. وبساعة متأخرة من الليل، ألقى الرئيس جونسون خطابا أكد من خلاله رغبته في الرد على ما جرى بخليج تونكين.
ويوم 7 آب/أغسطس، تبنى الكونغرس الأميركي قرار خليج تونكين الذي صادق عليه الرئيس جونسون بعد 3 أيام.
إلى أن وافقت الولايات المتحدة بفضل هذا القرار على زيادة تواجدها العسكري بفيتنام فأطلقت بذلك العنان لعمليات قصف مكثفة على أهداف فيتنامية شمالية وتسمح بزيادة عدد قواتها على أراضي فيتنام لمواجهة الفيت كونغ.