لهذه الأسباب.. تمردت البحرية النمساوية بالحرب العالمية

خلال العام الأخير من الحرب العالمية الأولى، عانت أغلب الأطراف المتحاربة من تدهور سريع للظروف المعيشية والاجتماعية وتفشي المجاعة.

وبالإضافة للإمبراطورية الروسية ونظيرتها الألمانية، شهدت إمبراطورية النمسا – المجر، التي تولى قيادتها الإمبراطور تشارلز الأول (Charles I) بداية من العام 1916، نقصاً فادحاً في المواد الأولية والغذاء.

وأمام هذا الوضع، تعالت في فيينا الأصوات المطالبة بوضع حد للحرب وإعادة الجنود لديارهم، وجاءت أولى التحركات الرافضة للوضع الراهن من قوات البحرية النمساوية.

تمرد البحرية

وتمرد الجنود النمساويون المتمركزون بالقاعدة البحرية بخليج كوتور (Bay of Kotor)، بمونتينيغرو، المطل على البحر الأدرياتيكي مطلع شهر فبراير 1918.

وقام هؤلاء البحارة الذين تواجدوا على متن نحو 40 سفينة حربية تابعة للأسطول الخامس، بالتمرد والاحتجاج على ظروف حياتهم القاسية واستمرار الحرب وتتالي الخسائر.

فقد انطلقت شرارة الإحتجاجات من على متن السفينة سانكت جورج (Sankt Georg) حيث قاطع الجنود أثناء العشاء، فرقة الأوركسترا وأطلقوا النار على قائد السفينة.

واتجه الجنود نحو المخازن للحصول على مزيد من الأسلحة قبل أن ينجحوا في إخضاع جميع السفن الحربية الراسية بالميناء لسيطرتهم تزامناً مع اعتقالهم لكبار الضباط.

تمرد فاشل

ومع رفعهم العلم الأحمر فوق أغلب السفن الخاضعة لهم، وضع البحارة النمساويون المتمردون جملة من الشروط لإنهاء احتجاجاتهم تضمنت توفير مزيد من الحصص الغذائية لهم وتحسين ظروف حياتهم ومنحهم عطلا إضافية على اليابسة.

وبالإضافة إلى ذلك، طالب المتمردون بوقف المعارك ضد الحلفاء وإيجاد مخرج لإنهاء مشاركة بلادهم بالحرب العالمية الأولى.

في مقابل هذا التمرد، فتحت بطاريات المدفعية على الأرض، بقيادة الجنرال أوسكار فون غسيك (Oskar von Guseck)، نيرانها باتجاه المتمردين فتسببت في مقتل أحدهم وإصابة العشرات.

وبينما فضّلت الأغلبية التراجع، رفض جنود السفينة سانكت جورج الاستسلام مفضلين مواصلة حركتهم التمردية ورفع العلم الأحمر.

ومع تخلي الجميع عنهم، قرر جنود سانكت جورج الاستسلام، واضعين بذلك حدا للتمرد الذي أرّق قادة الجيش النمساوي.

كما صفحت السلطات النمساوية عن 348 جندياً من أصل 392 متهماً بالتمرد، وفرضت على البقية عقوبات مختلفة.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: