لهذه الأسباب.. قتل الروس إمبراطورهم مطلع القرن 19

عقب وفاة والدته كاترين العظيمة، المعروفة أيضا بكاترين الثانية، يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 1796، استلم القيصر بول الأول (Paul I) زمام الأمور بالإمبراطورية الروسية. إلى ذلك، تتلمذ القيصر الجديد خلال السنوات التي سبقت اعتلاءه لعرش روسيا على يد رجل الدولة والسياسي الروسي الشهير نيكيتا إيفانوفيتش بانين (Nikita Ivanovich Panin) الذي شغل لأكثر من 15 عاما منصب مستشار للإمبراطورة كاترين العظيمة.

ومع حصوله على لقب القيصر، اتجه بول الأول بشكل سريع لإحداث تغييرات بروسيا أملا في القطع مع سياسة والدته. وقد باشر الأخير منذ البداية بمحاولة إعادة تنظيم البلاط الإمبراطوري والبلاد بشكل عام جالبا لنفسه عداء كثيرا من الحاشية المحيطة به. وبسبب ذلك، عرف بول الأول مصيرا مشابها لوالده بطرس الثالث (Peter III) الذي اغتيل عقب مؤامرة دبّرتها زوجته، ووالدة بول الأول، كاترين العظيمة عام 1762.

إصلاحات سريعة

مع استلامه للعرش، باشر بول الأول بإجراء تغييرات طالت العديد من القطاعات بروسيا بداية من الحياة اليومية للروس وصولا للزي العسكري للجيش. وأثناء الاستعراضات العسكرية التي كانت شبه يومية بسانت بطرسبرغ، راقب بول الأول عن كثب تحركات وتصرفات ضباط الجيش ولم يتردد لحظة واحدة في معاقبة كل من ارتكب خطأ عن طريق إقالته من الجيش أو نفيه نحو مناطق نائية من البلاد. أيضا، عمد الأخير لتجريد العديد من العسكريين من أوسمتهم ورتبهم العسكرية جالبا بذلك لنفسه عداء العديد من كبار قادة الجيش الذين أصبحوا متخوفين من تصرفاته وإهانته لهم.

من ناحية أخرى، طالت هذه الإهانات الحرس الإمبراطوري. فخلافا للتقاليد السابقة، اتجه بول الأول لتجنيد العديد من الفقراء وضمهم للحرس الإمبراطوري الذي مثّل فرقة النخبة بروسيا. وبسبب ذلك، لم يحرك قدامى الحرس الإمبراطوري أي ساكن لمساعدة القيصر في خضم عملية اغتياله عام 1801.

واقتداء بجده بطرس الأكبر، حاول بول الأول تركيع النبلاء عن طريق وضع حد لامتيازاتهم وإجبارهم على خدمة البلاد. وانطلاقا من ذلك، أجبر القيصر الجديد المسؤولين بالدولة على التواجد بمكاتبهم منذ الساعة السابعة صباحا بدلا من الظهيرة كما لم يتردد في معاقبة أبناء النبلاء الذين تغيبوا عن القيام بمهامهم وواجباتهم بالجيش.

وفيما يخص السياسة الخارجية، اتجه بول الأول للالتحاق بالتحالف الذي تشكل ضد الجمهورية الفرنسية عقب الثورة. لاحقا، فضّل القيصر الجديد التخلي عن هذا التحالف محبذا فتح علاقات دبلوماسية مع نابليون بونابرت والقطع مع البريطانيين.

اغتيال بول الأول

وبدعم من السفير البريطاني بسانت بطرسبرغ، نظّم عدد من النبلاء وكبار المسؤولين، على رأسهم الكونت بيتر لودفيغ فان دير باهلين (Peter Ludwig von der Pahlen)، مؤامرة للتخلص من بول الأول.

خلال الليلة الفاصلة بين يومي 23 و24 آذار/مارس 1801، حلت مجموعة المتآمرين، التي ضمت في صفوفها الجنرالين ليفين أغسطس فون بينيجسن (Levin August von Bennigsen) وفلاديمير ميخائيلوفيتش ياشفيل (Vladimir Mikhailovich Yashvil)، بقصر سانت ميخائيل (Saint Michael) واجتاحت غرفة نوم القيصر الروسي.

في الأثناء، عثر المتآمرون، الذين كانوا مخمورين عقب شربهم لكميات هامة من الكحول، على بول الأول مختبئا وراء مجموعة من الأغطية والملاحف بأحد زوايا الغرفة.

بادئ الأمر، حاول المتآمرون إجبار القيصر على الاسقالة. ومع رفض الأخير لذلك، عمد المتآمرون لقتله خنقا ودهسا.

ومع وفاة بول الأول، تولى ابنه ألكسندر الأول (Alexander I)، الذي أيّد عملية التخلص من والده، زمام الأمور بالبلاد.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: