بعدما أطاح بيوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي، أصبح الحلم الجديد لليون الفرنسي هو مواصلة المفاجآت والتغلب على بايرن ميونخ الألماني وبلوغ المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم هذا الموسم.
وحقق ليون أكبر استفادة ممكنة من الظروف الصعبة التي يمر بها الموسم الكروي الحالي بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد والتغير الطارئ على نظام الأدوار النهائية لدوري الأبطال.
وكان ليون تغلب على يوفنتوس الإيطالي 1 – صفر ذهابا في دور الستة عشرة للبطولة قبل فترة توقف النشاط الكروي في معظم أنحاء العالم بسبب أزمة "كورونا" ثم نجح الفريق في العبور إلى دور الثمانية بتقديم أداء متماسك وقوي أمام يوفنتوس إيابا بعد استئناف فعاليات البطولة في وقت سابق من الشهر الحالي حيث خسر مباراة الإياب على ملعب يوفنتوس 1 – 2 وتأهل بفضل الهدف الاعتباري اثر تعادلهما 2 – 2 في مجموع المباراتين.
وفي دور الثمانية، استفاد الفريق من إقامة الأدوار النهائية للبطولة بنظام مباراة واحدة على غرار مواجهات الكؤوس وعدم إقامتها كالمعتاد بنظام الذهاب والإياب وقدم الفريق أداء مميزا مساء أمس السبت تغلب من خلاله على مانشستر سيتي 3 – 1 ليحجز مقعده في المربع الذهبي للبطولة.
والآن يتطلع الفريق لمفاجأة أخرى في البطولة والفوز على بايرن يوم الأربعاء المقبل في المربع الذهبي وبلوغ نهائي دوري الأبطال في 23 أغسطس الحالي رغم أن الموقع الرسمي للنادي على الانترنت ما زال يضع مباراته أمام مونبلييه والمقررة في نفس اليوم (23 أغسطس) بالدوري الفرنسي في خانة المباراة القادمة للفريق في الدوري.
وفي حالة تغلب ليون على بايرن، ستتأجل هذه المباراة أمام مونبلييه بالتأكيد لأن الفارق بين الموعد المقرر لكل من المباراتين لا يزيد على ست ساعات. ويخوض ليون المربع الذهبي لدوري الأبطال للمرة الثانية فقط في تاريخه علما بأن المرة الوحيدة السابقة كانت قبل عشر سنوات عندما التقى بايرن ميونخ بالذات، وفاز بايرن وقتها 1 – صفر على ملعبه ذهابا و3 – صفر على ملعب ليون إيابا.
وتصب معظم الترشيحات في صالح بايرن خلال المواجهة المرتقبة مع ليون يوم الأربعاء المقبل لاسيما وأن بايرن اجتاز ببراعة واحدة من أصعب العقبات في البطولة بالفوز الكاسح 8 – 2 على برشلونة الإسباني أمس الأول الأحد في دور الثمانية للبطولة.
كما حافظ بايرن على سجله خاليا من الهزائم في آخر 28 مباراة خاضها منذ أوائل ديسمبر الماضي حيث حقق الفوز في 27 منها وتعادل في مباراة واحدة كانت أمام لايبزيغ. ويبدو أنه ما من أحد في فرنسا يثق في قدرة ليون على اجتياز عقبة بايرن في المربع الذهبي ، ولهذا ، ظلت المباراة أمام مونبلييه في موعدها حتى الآن فيما تأجلت المباراة المقررة لباريس سان جيرمان أمام ميتز في الدوري الفرنسي من نفس اليوم (23 أغسطس الحالي) إلى منتصف سبتمبر المقبل. ويلتقي سان جيرمان فريق لايبزيغ الألماني بعد غد الثلاثاء في المربع الذهبي لدوري الأبطال.
ولكن ليون يلعب من أجل شيء مهم في نهاية هذا الموسم الذي أفسدته أزمة "كورونا". وخسر ليون الدعوى القضائية التي أقامها ضد قرار عدم استكمال الموسم في الدوري الفرنسي بسبب أزمة "كورونا" .
وجاء القرار بعدم استكمال الموسم بالدوري الفرنسي لينهي ليون الموسم في المركز السابع ليصبح الفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم هو الأمل الوحيد المتبقي لديه لضمان المشاركة الأوروبية في الموسم المقبل علما بأن ليون لم يتغيب عن المشاركات الأوروبية على مدار آخر 20 عاما.
وقد يكون المدرب رودي غارسيا المدير الفني للفريق هو مصدر التفاؤل لدى ليون حاليا لأنه الوحيد من بين المدربين الذين بلغوا المربع الذهبي الحالي بدوري الأبطال الذي سبق له الوصول لنهائي أوروبي.
وسبق لغارسيا ، الذي تولى تدريب ليون في وسط الموسم الحالي، أن قاد مارسيليا الفرنسي إلى نهائي مسابقة الدوري الأوروبي عام 2018 عندما خسر الفريق النهائي أمام أتلتيكو مدريد الإسباني في ليون.
ورغم خوض الفريق مباراة واحدة فقط منذ مارس الماضي، وهي مباراة نهائي كأس الرابطة في 31 يوليو الماضي، والتي خسرها أمام باريس سان جيرمان بركلات الترجيح، أكمل ليون الإطاحة بفريق يوفنتوس ونجم هجومه البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو من دور الستة عشر للبطولة.
وأكد ليون بعدها أن تفوقه على يوفنتوس لم يكن مصادفة أو ضربة حظ حيث تغلب في دور الثمانية على فريق كبير وعنيد هو مانشستر سيتي الذي كان المرشح الأقوى للفوز في هذه المواجهة.
وتفوق ليون على الفريق المنظم لمانشستر سيتي والإمكانيات الخططية المميزة لمديره الفني الإسباني جوسيب جوارديولا صاحب الخبرة الكبيرة بدوري الأبطال والذي قاد برشلونة من قبل للقب البطولة في 2009 و2011 .
وقال غارسيا: ثقتنا تتزايد ، ولكننا يجب الآن أن نحقق نتيجة صادمة (أمام بايرن) مثلما فعلنا أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي، ولكننا نستحق أن نكون هنا (في المربع الذهبي) . أتمنى أن ننجح في بلوغ النهائي.
وقال موسى ديمبلي، الذي سجل الهدفين الثاني والثالث في مرمى مانشستر سيتي أمس السبت : "بايرن فريق قمة. شاهدنا مباراته أمام برشلونة. إنه فريق كبير. علينا التأكد من جاهزيتنا لهذه المواجهة".
وفيما احتج ليون على قرار عدم استكمال الدوري الفرنسي في الموسم المنقضي 2019 – 2020 ، كان انتعاش الفريق عنصرا مهما في الفوز على مانشستر سيتي. وكان ليون فاز وتعادل مع مانشستر سيتي أيضا في دور المجموعات لدوري الأبطال بالموسم الماضي.
وقال غارسيا: تأقلمنا مع عدم استكمال فعاليات الدوري الفرنسي وتدربنا لمدة شهرين استعدادا للموسم الجديد. مدرب اللياقة وجد الحلول المناسبة. وربما أفادت فترة التوقف كلا من باريس سان جيرمان وليون حيث حضر سان جيرمان إلى لشبونة بعدما خاض مباراتين فقط منذ مارس الماضي وهما نهائي كأس فرنسا ونهائي كأس الرابطة الفرنسية.
كما ينطبق هذا أيضا على كل من الفريقين الألمانيين اللذين بلغا المربع الذهبي أيضا حيث حصل بايرن ولايبزيغ على راحة لعدة أسابيع نظرا لاستئناف فعاليات البوندسليغا في منتصف مايو الماضي بعد توقف لمدة شهرين فقط فيما اكتمل الموسم المحلي بألمانيا في أواخر يونيو الماضي. وفي المقابل، لم يستأنف الموسم الكروي بكل من إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا إلا في يونيو الماضي ولم يكتمل إلا في نصف أو أواخر يوليو الماضي. وللمرة الأولى منذ 1991، خلال المربع الذهبي لدوري الأبطال من فرق إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا. وأعرب غارسيا عن سعادته بوجود فريقين فرنسيين في المربع الذهبي للمرة الأولى موضحا : "إنه أمر رائع لكرة القدم الفرنسية". ويأمل في أن يستطيع ليون اجتياز عقبة بايرن مثلما فعل أمام مانشستر سيتي.