روسيا مبتلاة أكثر من غيرها بدمويات "كورونا" المستجد، وإمعانه فتكا في سكانها، وتجهد لإخفاء مصيبتها الكبرى معه ما أمكن، فتزعم أن قتلاه "رسميا" هم 54.559 حتى صباح اليوم الثلاثاء، وهو الوارد بموقع جامعة Johns Hopkins الأميركية. أما الحقيقية، فمختلفة تماما، على حد ما ألمت به "العربية.نت" مما بثته أمس الاثنين وكالة Rosstat الرسمية للإحصاء، نقلا عن السلطات الروسية نفسها، وهو أن عدد الوفيات "الكورونية" يزيد عن 116 ألفا، أي أكثر من ضعف المعلن عنه رسميا.
في خبر الوكالة، أن روسيا شهدت 20.5% زياة بعدد الوفيات منذ ظهر فيها الفيروس في أبريل حتى نوفمبر الماضي، حيث بلغ المجموع 241.193 وفاة زيادة عن عدد وفيات الفترة نفسها من العام الماضي، مضافا إليها وفيات ديسمير الجاري، وأقل بقليل من نصفها، أي 116.030 هي وفيات ناتجة عن "كورونا" المستجد، وتزيد عن ضعف ما أبلغ عنه "مركز أزمة فيروس كورونا" المشرفة عليه وزارة الصحة وهيئة مراقبة سلامة المستهلك، أو Rospotrebnadzor البالغ رقم الوفيات لديها 54.559 منذ أبريل الماضي حتى صباح اليوم الثلاثاء.
كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عدد القتلى قد يصل إلى 186 ألفًا، أي 3 أضعاف المعلن رسميا "فيما لو تم جمع الوفيات المباشرة بسبب الفيروس مع تلك المتعلقة به" بحسب ما نقلت عن Alexei Raksha المعروف بأنه عالم سكاني غادر Rosstat في يوليو الماضي، وذكر للوكالة الفرنسية أيضا، أن القيّمين على وزارة الصحة الروسية، كما ووزارة صحة المستهلك، زوروا أرقام فيروس "كورونا" في الوفيات والإصابات.
أما صحيفة The Moscow Times الإنجليزية اللغة، فذكرت في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن الأطباء ورجال الدولة وعلماء السكان يشيرون إلى أن السلطات "تحاول التقليل من تأثير الوباء" وأن الرئيس فلاديمير بوتين تفاخر على مدى أشهر بمعدلات الوفيات المخفوضة للفيروس في روسيا، وقال في وقت سابق من ديسمبر الجاري إنه تعامل مع الوباء "بطريقة أفضل" من تلك التي تعامل بها زعماء الدول الغربية.
لقاحات تمسخكم إلى قرود
واتضح أيضا أن روسيا تلجأ الى التضليل لتشويه سمعة لقاحات أخرى ضد "كورونا" المستجد، بهدف ترويج لقاحها الخاص وتسويقه، على حد ما يقوله Josep Borrell الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فقد ذكر بمدونته أن "بعض الجهات الخارجية "تقوم بحملات تضليل من خلال نشر معلومات كاذبة أو مضللة، فتذكر أن مطوري اللقاحات الغربية يتعرضون للسخرية من وسائل اعلام تسيطر عليها الدولة في روسيا". وفق تعبيره.
وأوضح الإسباني خوسيب بوريل أن "السخرية الروسية وصلت إلى حد ادعاءات سخيفة بأن البشر سيتحولون إلى قرود، إذا ما تلقوا اللقاحات الأخرى غير الروسية (..) يبدو أن مثل هذه الخطابات موجهة إلى دول تريد روسيا بيع لقاحها Sputnik V لمواطنيها" كما قال.