حالة نادرة فنيا.. يبحث عن التميز في أدق التفاصيل التي يحاول أن يبرزها عند قراءته لأي سيناريو يعرض عليه.. فهو يبحث عن تلك التفاصيل في شخصياته بين السطور.. يتناقش بشكل مستمر مع مخرجي أفلامه في كل تلك التفاصيل.. وعلى الرغم من عرض فيلمين له في نفس التوقيت في دور العرض السينمائي، ولكنه يترك كل الأمور في يد الله، ومنتج العمل، ويصب كل تركيزه على دوره في العمل ليتمكن الجمهور من تصديقه.
فهو يرى أن الصدق هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى قلب وعقل المشاهد. إنه النجم المصري ماجد الكدواني الذي يبحث دائما عن التميز ليكون عنوانا لاسمه في كل المجالات، سواء سينما أو مسرح أو تلفزيون أو حتى إذاعة. وفي حواره مع "العربية.نت"، تحدث عن آخر أفلامه "الجريمة" و"برا المنهج"، كما تحدث عن كواليس كل منهما والجديد لديه خلال الفترة القادمة.
*"الجريمة" يجمعك بهشام عبدالخالق وشريف عرفة ومنة شلبي وأحمد عز.. فكيف شعرت؟
**شرف كبير لي العمل مع "الماسة" ومع المنتج هشام عبدالخالق، وتلك ليست المرة الأولى التي أعمل فيها معه، فلقد عملنا معا من قبل ولكن منذ زمن، وهو منتج عريق ومحترف وكبير، وهذه الأمور تريح الممثل جدا، ولا أقصد على الصعيد المادي، ولكن الإنتاج يحتاج شخصا متفهما، ويعلم كيف ينظم الأمور، ويوفر كل الظروف المريحة للعمل، حتى يتم تقديم العمل بشكل محترم ومحترف، وكل المشاركين يمكنهم أن يقدموا الأفضل.
بالإضافة إلى العمل مع المخرج الكبير شريف عرفة، وأشكر ربنا أنه أتاح لي فرصة أن أعمل مع مخرج عظيم بحجم شريف عرفة، فهذا شرف كبير لي، فهو مخرج ثقيل ومتمكن من أدواته في الأعمال التي يقدمها، ويخرج من الممثل أفضل ما عنده، كما أن العمل يجمع أيضا عز ومنة وهو من تدابير ربنا العظيمة، أن العمل يجمع كل هؤلاء الأشخاص المحترفين والمحترمين.
*علاقة قوية تجمعك بأحمد عز ومنة شلبي علي الصعيد الشخصي، وعلى الصعيد العملي عودة مرة أخرى بعد "شباب تيك أواي" كثلاثي.. فما تعليقك؟
**أحمد عز عشرة عمري، عملنا معا منذ ما يقرب من 14 سنة، وكان آخر عمل يجمعنا قبل الجريمة هو "الرهينة" وتجمعنا العديد من الذكريات، فهو شخص مهما قيل عنه لن يوفيه حقه الصراحة، فهو محترم ومحترف، على دراية بما يفعله، جاد جدا في عمله، يقدم كل ما لديه من مساعدة أو خبرة وغيره، وفي وقت العمل نعمل بقلبنا، وطول عمر ما بيننا يتسبب في تسهيل العديد من الأمور علينا، ونحن متفقون في الكثير من الأمور.
أما منة شلبي فهي ممثلة عبقرية وأتمنى دائما أن أقدم العديد من الأعمال معها، وكان آخر عمل قدمناه معا فيلم "الأصليين"، وهي من الممثلات التي تستفز الممثل الواقف أمامها ليدخل معها في مباراة تمثيل قوية، فالتمثيل لعبة جماعية وليست فردية، وكل ما كان الممثل الذي يقف أمامك عظيم وقوي يأخذك معه لمراحل أخرى أقوى.
*وكيف وجدت شخصية الضابط أو المحقق في "الجريمة"؟
**لن أتمكن من التحدث عن الشخصية، فأنا لا أعرف كيف أحكي فيلما، ومن وجهه نظري الأفلام لا تحكى، ولكن كل ما يمكن أن يقال إنها شخصية غريبة وجديدة بالنسبة لي، فهو محقق من منطقة غريبة جدا ولكني استمتعت بها، فأستاذ شريف عرفة كتب حالة في منتهى العظمة والجمال، وحالة غنية لأي ممثل لكي يقدمها، والأستاذ شريف لن يترك أحد أي شخصية بلا تفاصيل غنية، والحمدلله ردود الأفعال كانت قوية، خاصة وأن الدور مختلف تمامًا، ويبعد عن الكوميديا بشكل كبير وهو ما حمسني للمشاركة في الفيلم الذي ينتمي إلى أعمال السيكودراما.
*هل كانت هناك تحضيرات خاصة للشخصية؟
**كانت هناك تحضيرات مكثفة من خلال جلسات عمل علي السيناريو مع المخرج شريف عرفة، بالإضافة إلى الشكل والملابس مع فريق عمل الفيلم لأن أحداث الفيلم تدور في السبعينيات، وتلك المرحلة لها تفاصيلها الخاصة بها، والتي كان لابد وأن تظهر على الشاشة، كما أن الشخصية جديدة علي، لأن المخرج تناولها من منطقة جديدة لم يجرِ تناولها في أي عمل فني من قبل، وتوقعت أن الفيلم سيصنع حالة من الإبهار للجمهور، وهو ما حدث.
*ومن فيلم "الجريمة" يعرض لك في نفس التوقيت تقريبا فيلم "برا المنهج"؟
**بالفعل وهو من الأفلام التي أرغمتني علي أن أقدمها، فالشخصية في الفيلم حلوة واستفزتني لأقدمها، فما حدث بالضبط أن المخرج عمرو سلامة حكي لي منذ ما يزيد عن 7 سنوات قصة الفيلم، ولكنه طوال تلك السنوات كان يطور فيها إلى أن أراد الله أن أقدمه، ومنذ عامين بدأنا العمل على الفيلم، وعمرو سلامة وضعني على "تراك" معين، ومع الاختلاف بنتيجة تطور الفيلم، بدأت أخاف بعض الشيء من تنفيذه ولكن سلامة تمكن من إقناعي بتقديمه، فقد حصل على شكل مختلف تماما بنفس المادة والبناء الدرامي ولكنها "سكة حلوة" تمكنت من أن تلمس قلوب الجمهور.
*وما التحدي الذي واجهته مع شخصيتك في "برا المنهج"؟
**التحدي الذي واجهته في الشخصية كان كبيرا، فهي بالفعل شخصية صعبة، فالتعامل مع طفل صعب، ولكنه موهوب جدا، وكمان الشخصية تفاصيلها غنية جدا، فلحظات صمته لها قيمة، وظهره له قيمة، شعره أيضا وشكله وروحه، فهي شخصية حساسة جدا، وكان من الضروري أن أمسك بخيوطها وتفاصيلها طوال الوقت فكان لابد وأن أتعايش مع الشخصية معايشة كاملة فهي حالة إنسانية خاصة جدا، وعندما يشاهدها الجمهور سيشعرون إنها شخصية تلمس القلب.
*ليست المرة الأولي التي يجمعك فيها عمل مع المخرج عمرو سلامة.. أليس كذلك؟
**بالفعل لي رصيد طويل من الأعمال معه، وأنا فخور بالعمل معه، من أول فيلم "أسماء" و"الشيخ جاكسون" ونكملها في "برا المنهج"، فعمرو مخرج حساس جدا وفي قمة ذكائه في التعامل مع الممثل وهو شخص فاهم جدا كيف يتعامل مع كل ممثل، وأكون سعيدا وأنا أعمل معه، لأني أشعر بالأمان الشديد، وأترك له نفسي تماما، فعندما أشعر بالأمان وأكون واثقا في المخرج الذي يقوم بتحريكي، أقدم أفضل ما عندي، وفيلم "برا المنهج" نوعية جديدة علي السوق، ولكنها مولودة في مخيلة عمرو منذ زمن.
*وما الذي جعلك توافق على هذا العمل؟
**الفيلم كان في منطقة تانية لأن الشخصية مليئة بالتفاصيل وليست فارغة، وعلى الرغم من عمق الشخصية، ولكن الفيلم لا يمكن أن يحكي، فالفيلم وافقت عليه أول ما قابلني عمرو بالفكرة، وظللت أوجه إليه أسئلة كثيرة، فأنا لابد وأن أصدق الشخصية وما أقدمه، فأنا شخص يحب التفاصيل فالتصديق للفكرة يكون من التفاصيل الكثيرة، وهذا ما يجعلني مزعجا، فلابد وأن أجد ما يمسني في الشخصية.
*وهل يمكن تصنيف فيلم "برا المنهج" بأنه فيلم مهرجانات؟
**فكرة فيلم تجاري أو فيلم مهرجانات قلت جدا، وأصبحت تلك الفكرة غير موجودة تقريبا، الفكرة الحلوة هي التي تفرض نفسها بمصداقيتها واحترامنا فيما نقدمه لمشاعر ووجدان المشاهد، وفي النهاية يعرض في أي مكان، ولكن هناك أفلاما يمكن أن يقال عنها إنها "فنية" فهي حالة خاصة لا يمكن لكل الجمهور أن يتواصل معها، ففي النهاية السينما صناعة وأيضا تذوق.
*وماذا عن جديدك؟
**أستعد لتصوير فيلم جديد بعنوان "فضل ونعمة" مع الفنانة هند صبري، كما أقوم بالتحضير لفيلم جديد بعنوان "أبو النسب"، من تأليف أحمد الجنايني، كما سنبدأ تصوير الجزء الثاني من مسلسل "موضوع عائلي" في شهر 8 ويعرض في نوفمبر 2023، كما نحضر أيضا للجزء الثاني من "وقفة رجالة".