عندما يذكر الهولوجرام، يخطر ببال معظم الناس الشارة الصغيرة على بطاقات الائتمان التي يبدو كأنها تتحرك بتحريك البطاقة، أو تتبادر إلى مخيلتهم عروض الموسيقى التي امتازت بعروض واقعية «مباشرةٍ» ثلاثية الأبعاد لمطربين متوفيين، مثل أم كلثوم وويتني هيوستن وروي أوربيسون وتوباك شاكور بادي هولي وروني جيمس ديو.
ويتكون الهولوجرام من سلسلة من الصور المعدّة بالليزر مع استخدام انكسار الضوء لإبراز صورة ثلاثية الأبعاد، دون التخلي عن عمق الصورة الأصلية وجوانبها.
وابتكر الفيزيائي المجري دينيس جابور هذه التقنيّة في أربعينيّات القرن الماضي، وهي تلعب الآن دورًا رئيسًا في تطوير وسائط تخزين جديدة في عصر يزداد فيه المحتوى الرقمي العالمي بكميات .
ودخلت مختبرات أبحاث الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة مايكروسوفت في كامبريدج في شراكة مع زملائها في شركة التخزين السحابية العملاقة أزور لإعادة دراسة حلول التخزين القائمة على الهولوجرام.
وأعلنت الشركة في مؤتمر إيجنايت 2020 من مايكروسوفت عن مشروع إتش إس دي وهي اختصار لأداة التخزين الهولوجراميّة.
ويتابع المشروع العمل الذي بدأ في إطار مشروع سيليكا في عام 2017، عندما أعلنت مايكروسوفت أن طرق التخزين السحابية التقليدية لم تعد كافية لمواكبة احتياجات التخزين المتزايدة.
وقال بيان الشركة «وصل الطلب على تخزين البيانات طويل المدى في السحابة إلى مستويات غير مسبوقة، ليزداد وصولًا إلى حجم زيتابايت، ولا توفر تقنيات التخزين الحالية حلًا فعالًا من ناحية التكلفة لتخزين البيانات طويلة العمر. ويتطلب العمل بمثل هذه المستويات في السحابة إعادة دراسة كيفية إنشاء أنظمة تخزين واسعة النطاق، فضلاً عن تقنيات التخزين الأساسية التي تدعمها.»
وهي ترى أن تقنيات التخزين الحالية لا تتحسن بوتيرة كافية وأنها تواجه تحديات في الموثوقية والأداء بسبب الأجزاء الميكانيكية المتحركة في محركات الأقراص الثابتة أو الصلبة، وأنّ التقدم في التقنيات البصرية مثل كاميرات الهواتف الذكية وتوسيع وتطوير أنظمة التخزين السحابية سيفتح الفرص من خلال الحلول الثلاثية الأبعاد.
وقالت في البيان «أظهر النمو في الطلب على التخزين السحابي الحاجة إلى إعادة دراسة أنظمة التخزين.»
ويعد التصوير الهولوجرامي بتحسينات كبيرةٍ في سعة التخزين فلن تقتصر وسائط التخزين على سطحين من قرص التخزين الصلب بل ستستفيد من حجم الوسائط المستخدمة.
ويستخدم التخزين الهولوجرافي بلورة بصرية لقراءة البيانات وكتابتها. ويمكن تخزين عدد هائل من مجموعات البيانات باستخدام الحجم الكامل للبلورة. ويمكن مسح البيانات بسهولة باستخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية. ويقول الباحثون إن هذا أكثر كفاءة من ذاكرة الفلاش، الباهظة الثمن وذات قدرات قراءة وكتابة محدودة، كما أنها تتفوق على محركات الأقراص الثابتة التي تعتمد على الأجزاء المتحركة المعرضة للتآكل والتلف.
وقالت مايكروسوفت «يشغل الهولوجرام حجمًا صغيرًا داخل البلورة، والتي نسميّها منطقة، ويمكن تسجيل صفحات متعددة في نفس المنطقة.» وتسمح تحسينات البرامج بوساطة الذكاء الاصطناعي بالمطابقة بمستوى البكسل الواحد، ما يعني إمكانية استخدام بصريات أبسط وأقل تكلفة لتحقيق نتائج أفضل.
وأعلنت مايكروسوفت ريسرتش أنها ضاعفت في اختبارات التخزين الهولوجرافيّة، وتتوقع تحسين الضغط ومعدلات وصول أسرع في الأشهر المقبلة.
ويتكون فريق مشروع إتش إس دي من خبراء في الفيزياء والبصريات وتعلم الآلة وأنظمة التخزين. وهو جزء من مجموعة أوبتيكس فور ذا كلاود في مايكروسوفت ريسرتش كامبردج، والتي تستكشف حلول التخزين القائمة على التقنيات السحابية والبصرية.
The post مايكروسوفت تدرس استخدام الهولوجرام للتخزين السحابي appeared first on مرصد المستقبل.