كتب قدماء المصريين وصفات صيدلانية شبيهة بما نعرفه اليوم قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة عام، وشهدت بغداد، إنشاء أول صيدلية في العالم في العام 774، ثم تطورت الصيدليات من مكان لإعداد الأدوية حتى أصبحت أقرب إلى «متجر» لبيع الأدوية الجاهزة. ما أفقدها دورها الصحيح في العملية الصحية.
واليوم يشهد القطاع الطبي تطورًا تقنيًا كبيرًا، وللصيدليات نصيبٍ كبير منه بما يغير وجه الصيدليات التي نعرفها حاليًا. فمثلًا تتوقع شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن تتحول الرعاية الصحية من التركيز من العلاج إلى الوقاية، فتقدم شركات الأدوية حزم رعاية صحية كاملة، مع اختفاء نموذج بيع الأدوية التقليدي الشائع اليوم.
ويعتمد مستقبل الصيدليات عمومًا على عدة محاور نذكر أبرزها في النقاط التالية:
التحول إلى مراكز صحية
لن تقتصر الصيدليات المستقبلية على توزيع الدواء فحسب أو حتى بيعه عبر الإنترنت، فالتقنيات الجديدة ستساعد في تحويلها إلى مراكز صحية متكاملة تخدم المرضى والأصحاء في آن واحد من خلال تقديم المشورة وخدمات الصحة العامة.
مراكز استشارات طبية
يؤدي الصيادلة حاليًا وظائف تكرارية روتينة ما يمنعهم من تقديم الاستشارات الطبية للمرضى، بالإضافة إلى أن الزحام وعدم الاعتماد على التقنيات الحديثة يحرم المرضى من الحصول على الوقت الكافي للحديث مع الصيدلي.
ولذا فإن الاعتماد على الروبوتات وغيرها من التقنيات الحديثة لتنفيذ الوظائف التجارية يمنح الصيادلة الوقت الكافي لتقديم هذه الاستشارات.
توفير العلاجات الشخصية
ستصبح الصيدليات مستقبلًا مراكز لتوفير الأدوية الشخصية وإنتاج الأدوية عند الطلب باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد. وقد تمتد مهام الصيدليات إلى إجراء التجارب السريرية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
زيادة الاعتماد على الروبوتات
تمثل الروبوتات خيارًا مثاليًا لقراءة الوصفات الطبية ومنح العلاج للمرضى دون أخطاء.
ابتكار طرائق جديدة للتعامل مع المرضى
ستستفيد الصيدليات المستقبلية من التقنيات الحديثة مثل الرسائل النصية وأدوات الدردشة ومكالمات الفيديو لتقديم خدمة أفضل للمرضى وتقليل الضغط على أطباء الرعاية الأولية وبدأت فعلًا بعض الصيدليات في الولايات المتحدة الأمريكية في توفير خدمة الدردشة مع الصيادلة على موقعها الإلكتروني للإجابة على الاستفسارات الطبية.
زيادة الاعتماد على الصيدليات الإلكترونية
تتضمن الصيدليات الإلكترونية طلب الأدوية عبر شركة الإنترنت وتوصيلها إلى المنزل بعد ذلك. ويمثل ذلك جزءًا من زيادة الاعتماد على التجارة الإلكترونية.
الاعتماد على إنترنت الأشياء
تساعد تقنية إنترنت الأشياء في اختصار الوقت اللازم لتطوير دواء جديد من خلال اختيار المزيج الدوائي المناسب بدقة. بالإضافة إلى أنها تتيح يراقب جودة العملية الإنتاجية للأدوية من خلال متابعة مستوى الرطوبة والحرارة والإشعاع وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على فعالية الدواء. ويساعد أيضًا في تتبع عبوات الدواء منذ خروجها من المصنع وحتى وصولها إلى المستهلك.
وتساعد إنترنت الأشياء والرقمنة في حل مشكلة نسيان الحصول على الدواء في موعده المحدد، والتي تمثل مشكلةً كبيرة، فنصف المرضى تقريبًا لا يتذكرون تناول الأدوية التي وصفها الأطباء، وذكرت الجمعية الأمريكية للقلب أن 24% من المرضى نسوا تناول أدوية القلب التي وصفها الأطباء خلال الأيام السبعة التي تلت خروجهم من المستشفى. ويحلّ إنترنت الأشياء هذه المشكلة بتطوير حبات دواء قابلة للتتبع مع التحكم في إفرازها للمادة الدوائية في الوقت المحدد عن بعد.
The post ما الاتجاهات المتوقعة لمستقبل الصيدليات؟ appeared first on مرصد المستقبل.