أطلق مهرجان الجونة السينمائي في مصر دورته الرابعة، مساء الجمعة، ليكون بذلك أول مهرجان سينمائي يقام بأرض الواقع بالمنطقة العربية منذ إعلان فيروس كورونا جائحة عالمية في مارس من هذا العام.
يعرض المهرجان الذي يرفع شعار "سينما من أجل الإنسانية" نحو 65 فيلما من أكثر من 40 دولة ضمن عدة مسابقات وبرامج متعددة. واختير فيلم (الرجل الذي باع ظهره) للمخرجة التونسية كوثر بن هنية للعرض في الافتتاح بعد فوزه بجائزتين من مهرجان البندقية السينمائي.
أقيم حفل الافتتاح بالمسرح المكشوف لمركز الجونة للمؤتمرات والثقافة الذي شيد حديثا بالمنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر بحضور عدد كبير من نجوم السينما منهم اللبنانية ستيفاني صليبا والسورية كندة علوش والمغربية ميساء مغربي والتونسية عائشة بن أحمد والأردني منذر رياحنة وليلى علوي ويسرا وإلهام شاهين ولبلبة وأحمد السقا وخالد النبوي من مصر.
وشمل الحفل فقرات فنية منها أغنية للبناني رامي عياش بعنوان "دقي يا مزيكا" وأخرى أدتها مغنية الأوبرا فرح الديباني باللغتين الفرنسية والعربية تحية للفنانين الذين رحلوا في 2020 بعنوان "قصة حب"، إضافة لفقرة رقص استعراضي من وحي أعمال الراحل محمود رضا.
وكرم المهرجان في الافتتاح الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو ومصمم المناظر المصري أنسي أبو سيف بجائزة "الإنجاز الإبداعي" فيما حصل الممثل الفرنسي الأميركي من أصل مغربي سعيد تغماوي على "جائزة عمر الشريف".
وقال مدير المهرجان انتشال التميمي في كلمة الافتتاح: "كانت هناك صعوبات على كل المستويات، على المستوى اللوجستي وعلى مستوى الأفلام، لكن هذه الصعوبات جعلتنا أكثر تصميما على التصدي لها والتغلب عليها".
وأضاف: "من بين هذه الصعوبات عدم تمكن مجموعة من الضيوف الذين كان من المنتظر وصولهم أمس واليوم من الحضور، إما بسبب إجراءات خاصة ببعض الدول أو لإصابة بعضهم بفيروس كورونا لكن رغم كل هذا تمكنا من جمع هذا العدد الكبير معنا هنا".
وبجانب عروض الأفلام يشمل برنامج المهرجان أربع حلقات نقاشية و3 محاضرات متخصصة إضافة إلى ورشتي عمل إحداهما عن كتابة سيناريو الفيلم القصير والأخرى عن التمثيل.
ويقيم المهرجان الذي يستمر حتى 31 أكتوبر معرضا لأعمال مصمم المناظر أنسي أبو سيف الذي قدم عددا من أهم الأفلام المصرية.
المهرجان الذي انطلق في 2017 واكتسب سمعة دولية طيبة خلال سنوات قليلة اصطدم بصعوبات مختلفة هذا العام بدأت بتأجيل موعده المعتاد من شهر سبتمبر إلى أكتوبر حتى يتم استجلاء الحالة الوبائية في مصر والتنسيق بشكل كامل مع أجهزة الدولة ووزارة الصحة لتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
كذلك حالت ظروف الطيران عالميا والإجراءات الاحترازية دون حضور عدد من المدعوين الأجانب إلى مصر وهو ما دفع إدارة المهرجان إلى وضع جدول أنشطة يمزج بين الواقع والعالم الافتراضي حيث سيشارك عدد من صناع السينما الأجانب في ندوات ونقاشات عبر التطبيقات الإلكترونية.
أما عروض الأفلام فاصطدمت بقواعد التباعد وشروط الدولة بخفض نسب الحضور داخل القاعات مما فرض على المنظمين اللجوء إلى المساحات المفتوحة والمسارح الصيفية لعرض الأفلام وهي التجربة التي يترقبها صناع السينما والمشاهدون على حد سواء.