ينقل الفيلم الفلسطيني "حمى المتوسط " للمخرجة مها حاج أوجاع وآلام الإنسان الفلسطيني بطريقة كوميدية.
وقالت المخرجة الفلسطينية المولودة في مدينة الناصرة، وتعيش في حيفا في كلمة لها على مسرح مهرجان كان السينمائي "لقد أطلقوا النار على رأس الصحافية شيرين أبوعاقلة لمجرد قيامها بعملها"، مبينة أن هذا الفيلم تحية لروحها لتتعالى الصيحات والتصفيق تحية لهذا الاستذكار.
والمخرجة التي رفضت تمويل فيلمها من صندوق دعم السينما الإسرائيلي، قالت "أردت أن أصنع فيلمي بدون أموال إسرائيلية لأنني أردت ان يعرض فيلمي للشعب الفلسطيني والعالم أجمع.
وفيلم "حمى المتوسط" أستمد قصته من مرض ينتشر بين سكان البحر الأبيض المتوسط، ويتناول شريحة من الشعب الفلسطيني ومنهم "وليد" وعائلته وهو من سكان حيفا أصيب بالاكتئاب ويتعالج لدى طبيبة مختصة دون جدوى. ومن أمنياته كتابة روايته الأولى بعد أن جمع مبلغا من المال من عمله المصرفي وأراد التفرغ لعملة الأبداعي لتنشأ علاقة مع جاره الجديد والهارب من عصابة تطالبه بتسديد ديونه أو يواجه القتل، ومن هنا تبدء رحلة وليد عبر مشاهد غاية في الروعة والجمال والسيناريو والحوار الجميلين والكوميديا الذكية بين جميع الشخصيات في الفيلم.
كوميديا الألم والمستقبل المجهول
حوارات ساخرة مليئة بكوميديا سوداء مررتها مها حاج عبر حوارات في رسائل للمقاومة الفلسطينية.
ففي مشهد كوميدي ساخر يرافق وليد ابنه إلى طبيبة روسية لعلاجه، وطلب منه أن يملأ استمارة طبية تضمنت أسئلة شخصية جدا منها نوع الديانة فكان جواب وليد "فلسطيني"، وسؤال ثانٍ عن جنسيته قال "عربي". حيث أرادت المخرجة التذكير بالشاعر الفسطيني محمود درويش وسميح القاسم لعمق تناولهما القضية الفلسطينية ببعدها العربي.
"حمى المتوسط هي حمى الاحتلال أيضا"
وتقول المخرجة مها حاج "للعربية.نت" "أردت الحديث عن أمراضنا كفلسطينيين وهي أمراض نفسية معقدة يصعب علاجها فبطل فيلمي يعاني وابنه يعاني من أمراض نفسية يمكن أن تكون من الاحتلال، الذي يتناقل من جيل إلى جيل.
هذا ويعتبر "حمى المتوسط" فيلم جميل بموضعه ومحتواه كحكاية إنسانية تطرح فيه المخرجة متاعب الشعب الفلسطيني اليومية ملمحة من بعيد لأسباب هذه المتاعب لتبقى بعيدة عن الجانب السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكنها تلمح إلى أن قضيتها الفلسطينية حاضرة في الفيلم.