أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، عن اختيار الفيلم الأردني القصير "تالافيزيون" للمخرج مراد أبو عيشة، في القائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم قصير، ليكون ضمن 15 فيلماً تنافس على الجائزة من بين 145 فيلماً تأهلوا في هذه الفئة.
وجاءت مشاركته بعدما فاز بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة جوائز الأوسكار الطلبة مُسجلاً أول فوز عربي في هذه الفئة.
وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة "تالا" ذات الثماني سنوات، المحاصرة في واقع مزقته الحروب، فتجد الحرية والسلوان في تلفاز محظور، ولكن هذا التلفاز السري يتحول لمسألة حياة أو موت.
في حوار لـ"العربية.نت" مع المخرج مراد أبو عيشة، أكد أن اختياره فيلمه ضمن القائمة القصيرة للأوسكار كانت صدمة مخلوطة بمشاعر فرحة وشعور لا يوصف، وتابع أنه حلم لكثير من صناع الأفلام أن يصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة في ترشيحات الأوسكار… "ووصولي لها في بداية مسيرتي الإخراجية، يجعلني أشعر أني محظوظ، وجميع العاملين على صناعة الفيلم كانوا في حالة صدمة مخلوطة بالسعادة عند معرفتهم بالخبر".
وأضاف أبو عيشة: "من أصعب ما واجهنا في الفيلم هو اختيار الشخصيات، خاصة شخصية الطفلة الصغيرة "تالا" إذ كنت أعلم أني لن استطيع أن أجد طفلة في عمر الـ7 سنوات، ذات خبرة تمثيلية قادرة على حمل هذا الفيلم والدور، واستمرت رحلة البحث فيما يقارب 3 أشهر، أبحث بين أطفال سوريين ذات لهجة سورية ممكن أن يؤدوا هذا الدور، وبعد مقابلة ما يقارب من 200 طفلة، التقينا بعائشة بلاسم وكانت مُقنعة ولها حضور رائع وتم اختيارها بالفعل للدور".
ويتابع: "ومن التحديات التي واجهناها هي أن نسلط الضوء على الواقع المدمر وننشئ منطقة حرب، وهي الموقع الذي قمنا بتصوير الفيلم فيه، في مخيم "زيزيا" في الأردن".
معاناة أطفال الحروب
إلى ذلك، أضاف أبو عيشة "بشكل عام الفيلم لم يركز على فكرة اللجوء، بل ركز على معاناة الأطفال لذلك لم أحدد أي دولة معينة في الفيلم، أي مكان تحت سيطرة جماعة إرهابية، وكيف تدمر الطفولة في حالات الحروب، تناولنا الحروب من وجهة نظر الطفلة".
ويقول: "لم أكن أتوقع نجاح الفيلم بهذا الشكل، قمنا بتنفيذ الفيلم إيماناً منا بالقصة، حتى بعد انتهائنا من الفيلم، شاركنا بالعديد من المهرجانات، وتم رفض الفيلم في بعض المهرجانات، ولكن بعد عرضه في ألمانيا كان الانفجار، وتم عرضه في العديد من المهرجانات وحاز على الكثير من الجوائز".
ولفت الى أنه تم "الانتهاء من تصوير فيلم جديد وهو فيلم قصير ونحن حالياً في مرحلة ما بعد الإنتاج، وأعمل على أول فيلم طويل لي، وهو فيلم بعنون سليم، وهو مستوحى من أحداث حقيقة في بلد عربية".
ويعتبر فيلم "تالافيزيون" هو الفيلم العربي الوحيد الذي تم اختياره في نسخة الأوسكار 2022 والمقرر إقامة حفل توزيع جوائزها يوم 27 مارس المقبل في لوس أنجلوس.
وقبل أسبوع، فاز الفيلم بجائزة "اليسر الذهبي" لأفضل فيلم قصير في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لتكون الجائزة الدولية الرابعة للفيلم، كما عُرض مؤخراً في مهرجان بورتلاند السينمائي المستقل.
ويذكر أن فيلم "تالافيزيون" كان عرضه العالمي الأول في مهرجان "ماكس أوفولس" بألمانيا، حيث فاز بجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم لتكون المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي ينال فيها فيلم متوسط المدة جائزتين ضمن فعالياته، وفاز أيضاً الجائزة الأولى لفيلم قصير من مهرجان "فليكرز رود آيلاند" السينمائي الدولي. وحصل مشروع الفيلم على جائزة "فيرست ستيبس"، وجائزة "مايكل بولهاوس" لأفضل كاميرا.
الفيلم من تأليف وإخراج مراد أبو عيشة، إنتاج أردني ألماني مشترك، وبطولة زياد بكري، عائشة بلاسم، وخالد الطريفي، وتصوير فيليب هينز، وإنتاج جود كوع وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.