أكبر مدفع بالتاريخ، هو الذي صنعه الألمان واستخدموه في الحرب العالمية الأولى، بقدرة على إطلاق قذيفة وزنها 106 كيلوغرامات من مسافة 130 كيلومترا. مع ذلك، استغنوا عنه بعد اكتشافهم أن ما سموه Pariser Kanone أو "مدفع باريس" المخصص لتدمير الأهداف البعيدة، لا يصيب أي هدف معادٍ لهم في فرنسا، إلا إذا كان بحجم مدينة كبيرة، تعويضا عن افتقاره إلى الدقة، لأن المهم بالمدافع ليس طولها وضخامتها ومسافة ما تقطعه قذائفها، بل أن تصيب أهدافها، فليس كل من يطيل شعره يصبح كما كان "شمشون" بالتأكيد.
وأحدث أخبار المدافع هذه الأيام، هو واحد طوّره "البنتاغون" ونجح بإطلاق قذيفة أصابت "قلب الهدف" من مسافة 70 كيلومتراً، حين تمت تجربته منذ يومين في ميدان للرماية، يستخدمه الجيش الأميركي، ومعروف باسم Yuma Proving Ground في ولاية أريزونا، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من الوارد اليوم الخميس في موقع صحيفة The Australian الأسترالية، وبخبرها وصفت ما تم تطويره بأنه "أطول مدفع موجّه بدقة في التاريخ" إشارة إلى طول ما تقطعه القذيفة التي أطلق "البنتاغون" اسمExcalibur S عليها، ونرى في الفيديو المعروض التجربة التي أصابت فيها الهدف بدقة متناهية.
كما عبّر الجنرال John Rafferty المشرف على "مشروع تطوير المدفعية" بالجيش الأميركي، عن نجاح التجربة بعبارة: "لا أعتقد أن لدى خصومنا قدرة على إصابة قلب الهدف من مسافة 43 ميلاً" وهو ما نجحت به قذيفة Excalibur S التي صممتها شركة Raytheon المختصة في ولاية "ماساتشوستس" الأميركية بصناعة الصواريخ الموجهة، لذلك فالقذيفة التي سيبدأ الجيش في 2023 باستخدامها، هي صاروخية، تستخدم نظام GPS لتغيير المسار والبحث بالليزر لضرب الهدف ومطاردته وهو يتحرك، إلى أن تدمره من النقطة المطلوبة منها عبر قمر اصطناعي.
مدفع صدام حسين العملاق
خبر المدفع الأميركي الجديد، يعيد الذاكرة العربية إلى واحد عملاق، اخترعه الكندي Gerald Bull بطلب في 1990 من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان يمكن لما سموه Big Babylon أو "مدفع بابل" البالغ طول ماسورته 156 متراً، أن يصبح أقوى من أي مدفع عرفته البشرية "لأنه كان قادرا على إطلاق قذائف مداها مئات الكيلومترات" وفقا لما طالعت "العربية.نت" في المتوافر عنه بالإنترنت، لكن المشروع الهادف وقتها إلى إنتاج 3 أحجام من لم يكتمل أبدا، لأن مخترعه قضى قتيلا في 1990 في بروكسل، برصاص الموساد الإسرائيلي، كما دلت تحقيقات الشرطة، الوارد أهمها في صحيفة La Dernière Heure المحلية.
حين فتح جيرالد بول الباب ليخرج من منزله، أمطره مجهولون بخمس رصاصات أردته قتيلا عند العتبة بعمر 62 سنة، وهو الذي كان على عتبة إنتاج مدفع بقذائف "قادرة على الوصول حتى إلى الفضاء الخارجي"، لأنه كان مضادا أيضا للأقمار الاصطناعية، وتمكن بالفعل من صناعة واحد أصغر، لم يبق منه إلا قطع في متحف Imperial War Museum ببلدة، أبرشية، بالكاد سكانها 1800 في مقاطعة كامبردج، هي Duxford في وسط شرق إنجلترا.