مدينة أميركية احترقت وحسمت سباق الرئاسة سنة 1864

مع تواصل المعارك ضد الكونفدراليين في خضم الحرب الأهلية الأميركية، علّقت قوات الاتحاد آمالها على الجنرال يوليسيس غرانت (Ulysses S. Grant) الذي حصل خلال شهر مارس 1864 على شرف قيادة جيوش الاتحاد. ومع استلامه لمنصبه، وضع غرانت خطة لحسم الحرب تحدّث من خلالها عن مهاجمة العدو على جبهات متعددة بآن واحد لإرباكه وتشتيت تركيزه.

إلى ذلك، شارك يوليسيس غرانت في قيادة حملة أوفرلاند (Overland) التي شن خلالها الاتحاديون هجمات دامية ضد الكونفدراليين بقيادة الجنرال روبرت لي (Robert E. Lee) قرب مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا التي اتخذها الجنوبيون عاصمة لهم. ومع تكبّده خسائر جسيمة تجاوزت الخمسين ألف عسكري بين قتيل وجريح، أمر غرانت جيشه بالانسحاب لفرض حصار على بطرسبرغ (Petersburg)، بولاية فرجينيا، التي مثلت مركزا أساسيا لنقل الإمدادات نحو ريتشموند.

وإضافة لكل ذلك، تلقى الاتحاديون العديد من الهزائم الأخرى فأهينوا على يد الجنرال الكونفدرالي ريتشارد تايلور بحملة ريد ريفر (Red River) بلويزيانا التي خسروا خلالها أكثر من 5 آلاف جندي ما بين شهري مارس ومايو 1864.

الهجوم على أتلانتا

وفي مقابل كل هذه الهزائم، حققت الحملة العسكرية على أتلانتا (Atlanta)، التي جرت وقائعها بالشمال الغربي لولاية جورجيا وحول مدينة أتلانتا عاصمة الولاية، تقدما كبيرا سعى المسؤولون الشماليون لتحويله لنصر حاسم. وخلال هذه الحملة، قاد الجنرال الشمالي وليام شيرمان (William T. Sherman) نحو 100 ألف من قوات الاتحاد لمواجهة جيش الكونفدراليين الذي قاده الجنرال جوزيف جونستون (Joseph E. Johnston).

وأثناء المعارك، فضّل الجنرال جونستون الهجوم على الدفاع فقاد سلسلة من الهجمات الفاشلة ضد الاتحاديين أودت بحياة الآلاف من جنوده وتسببت في تراجع قواته وانسحابها تزامنا مع ارتفاع الخسائر البشرية.

وأمام فشل جونستون وتراجعه المتواصل، عيّن الرئيس الكونفدرالي جيفرسون ديفيس (Jefferson Davis) الجنرال جون وود (John B. Hood)، الذي قطعت ساقه وشوّهت يده عقب معركتي شيكاموغا وغيتيسبرغ، بدلا منه.

وبدلا من الدفاع عن المناطق المحيطة بأتلانتا، فضّل الجنرال الكونفدرالي وود شن هجمات على الجنود الاتحاديين أسفرت عن خسائر بشرية فادحة قاربت 6 آلاف ضحية بين قتيل وجريح.

إحراق أتلانتا وفوز لنكولن

مطلع شهر سبتمبر 1864، غادر الجنرال وود رفقة جنوده الكونفدراليين مدينة أتلانتا وعمدوا قبل رحيلهم لتفجير القاطرات المليئة بالذخيرة لتجنب وقوعها في يد الاتحاديين.

ومع دخوله للمدينة، كان الجنرال الاتحادي شيرمان على دراية بأهمية مدينة أتلانتا للصناعة العسكرية الكونفدرالية. وأملا في قطع طريق إمداد هام عن الكونفدراليين، أمر الجنرال الشمالي بتدمير جميع المصانع وخطوط السكك الحديدية والمتاجر إضافة لجميع البنايات التي قد تستخدم لأغراض عسكرية بأتلانتا.

إلى ذلك، أشرف المهندس والجنرال أورلاندو بو (Orlando M. Poe) على عملية الهدم فاستخدم بطاريات المدفعية وبراميل البارود لتخريب عدد كبير من معالم أتلانتا.

ومع مغادرتهم لها لاحقا، ترك الاتحاديون أتلانتا كومة من الخراب حيث لن تظل بها سوى منازل المدنيين والكنائس.

بفضل السيطرة على أتلانتا وإحراقها، تمكّن الرئيس أبراهام لنكولن من الفوز بولاية رئاسية ثانية خلال انتخابات 1864 حيث استعاد الأخير ثقة الناخبين الشماليين بعد تراجع كبير شهدته شعبيتيه طيلة الأشهر السابقة بسبب الهزائم التي تلقتها قوات الإتحاد بقيادة يوليسيس غرانت.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: