أصبحت مركبة فوياجر 2 في العام 2018 ثاني شيء من صنع الإنسان يغادر الغلاف الشمسي بعد مرور أكثر من 40 عامًا على إقلاعها من مركز كينيدي للفضاء، لكن مهمتها لم تنته بعد، إذ تستمر المركبة في إرسال معلومات عن الفضاء الخارجي.
وكشفت المركبة الفضائية حديثًا للعلماء أن كثافة الفضاء تتزايد كلما ابتعدت عن الشمس. ونُشر البحث في دورية ذي آستروفيزيكال جورنال لترز.
وتؤكد بيانات فوياجر 2 البيانات المشابهة التي أرسلتها لنا مركبة فوياجر 1، ويرى بعض العلماء أن الزيادة في الكثافة قد تكون ميزة للوسط البينجمي المحلي، وفقًا لموقع ساينس ألرت.
ويحيط بالكواكب في نظامنا الشمسي ما يُسمّى بالغلاف الشمسي، وهو فقاعة هائلة من الرياح الشمسية (تيار متواصل من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس) التي تصد المادة والإشعاع الموجودين في المجرة بين الأنظمة النجمية، وتحدد الرياح الشمسية حافة هذا الغلاف. ويُسمى الفضاء داخل حافة الغلاف الشمسي الغلاف الشمسي، والذي يُعرف بشكله البيضاوي، ويسمى الفضاء خارجه الوسط البينجمي المحلي.
والفضاء ليس فارغًا تمامًا، لكن كثافة المادة فيه منخفضة جدًا. وتمتاز الرياح الشمسية في النظام الشمسي بمتوسط كثافة يتراوح بين 3 و10 جسيمات (بروتونات وإلكترونات) لكل سنتيمتر مكعب، وتقل هذه الكثافة كلما ابتعدنا عن الشمس.
وتبلغ كثافة البلازما في الغلاف الشمسي الخارجي نحو 0.002 إلكترون لكل سنتيمتر مكعب من الفضاء، وفقًا لقياسات العلماء.
وعندما اجتازت مركبة فوياجر 1 حدود الغلاف الشمسي، قاست حساساتها كثافة بلازما قدرها 0.055 إلكترونًا لكل سنتيمتر مكعب. وأظهرت البيانات التي أرسلتها فوياجر 2 في العام 2019 قياسات قريبة جدًا من قياسات فوياجر 1، إذ رصدت حساسات فوياجر 2 كثافة بلازما تبلغ 0.039 إلكترونًا لكل سنتيمتر مكعب، ورصدت المركبة ذاتها حديثًا كثافة تبلغ 0.12 إلكترونًا لكل سنتيمتر مكعب.
ويرى بعض العلماء أن عدم الاستقرار الكهرومغناطيسي في تلك المنطقة يؤثر على البلازما، وترى نظرية أخرى أن المادة التي تقذفها الرياح البينجمية تتباطأ عند وصولها إلى الغلاف الشمسي، وهذا يؤدي إلى ما يشبه الازدحام المروري.
وقد يكون التفسير الحقيقي مزيجًا من هذين التفسيرين، وسيستمر العلماء في البحث لتأكيد هذه الفرضيات أو نفيها.
The post مركبة «فوياجر 2» ترصد تزايدًا في كثافة الفضاء خارج حافة الغلاف الشمسي appeared first on مرصد المستقبل.