أصدر مركز عجمان إكس حديثًا، بحثًا يهدف إلى تعزيز التقنيات الرقمية والأمن السيبراني؛ بعنوان «تقنيات التكنولوجيا الرقمية والأمن الرقمي في مواجهة كورونا» بهدف رفع الجاهزية الرقمية، مقدمًا إضاءة على التقنيات الرقمية الناشئة، وآليات تطوير التقنيات والاقتصاد الرقميين في عصر ما بعد كوفيد-19، وتحليل وضع الخدمات المصرفية الرقمية في العالم العربي.
وذكر البحث إن مساعي الشركات والمنظمات حول العالم الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كشفت عن طرائق لإطلاق معايير جديدة عن التقنيات الرقمية، تلعب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبلنا الرقمي وتسريع انتقالنا إلى مجتمعات رقمية؛ منها المحاكاة الافتراضية للأحداث الرئيسة، ومعالجة التضليل، وشفافية البيانات، وقيادة الابتكار لتقديم حلول تقنية لمشكلات السياسة العامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم ومكافحة الأوبئة.
وأشار البحث إلى ضرورة حوكمة الذكاء الاصطناعي والأتمتة، بعد أن أصبحت التقنيات الناشئة؛ مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، جزءًا مهمًا من عمل مجتمعاتنا واقتصاداتنا.
وبعد أن أصبح العمل عن بعد أمرًا واقعًا، شدد البحث على ضرورة تعزيز الأمن الرقمي، وتنبيه الموظفين إلى مخاطره، إذ كشف تقرير حديث، أصدرته كاسبرسكي، أن 73% من الموظفين العاملين من منازلهم لم يتلقوا إرشادات توجيهية أو تدريبات خاصة لحماية أنفسهم وعملهم، وأشار نحو 27% منهم إلى أنهم تلقوا رسائل احتيالية على بريدهم الإلكتروني.
وقالت الشيخة نورة بنت حميد النعيمي، مديرة مركز عجمان إكس، في حديث خاص لمرصد المستقبل، إن «البحث يهدف إلى رفع وعي المجتمع بأهمية الجاهزية الرقمية؛ ويشمل ذلك المواطنة الرقمية، والمساهمة في دعم التوجهات الحكومية في مجال التحول الرقمي في مختلف المجالات والقطاعات، وتركيز الجهود في بناء بنية تحتية رقمية متينة، قادرة على تلبية الاحتياجات التنافسية المستقبلية لتقديم خدمات تكاملية، وتسليط الضوء على الاستثمارات الهائلة التي تقوم بها الحكومات والشركات في مجال التقنيات الرقمية والأمن الرقمي.»
وأضافت إن «التغيرات التي سببتها جائحة كوفيد-19، فرضت تحديات عالمية، ما دفعنا إلى التفكير في إعداد إصدارات شهرية لدراسات بحثية مهتمة بتحليل قطاعات الابتكار وتقنيات المستقبل والاقتصاد والمجتمع والموروثات الثقافية وغيرها. ونطمح إلى تطوير آليات جديدة في مجال التجربة لنصبح مصنعًا للأفكار ومصدرًا للمعلومات.»
مركز عجمان إكس
ويمثل مركز عجمان إكس منصة عمل للفرق الحكومية من مختلف الجهات لمعالجة التحديات وإنجاز الأهداف في مدة زمنية قصيرة، وتسريع تنفيذ الخدمات والبرامج والسياسات واللوائح، وغرس ثقافة ريادة الأعمال والابتكار في الحكومة وإثراء المعرفة، للوصول إلى حل جميع التحديات التي تواجه العمل الحكومي في إمارة عجمان، والاستعداد للتعامل مع التحديات المستقبلية.
وقالت الشيخة نورة، باحثة الدكتوراه في جامعة عجمان، إن «مركز عجمان إكس يؤمن بالبداية من حيث انتهى الآخرون، فجميع ما تقدم من بحوث علمية سابقة في مجال التقنيات الرقمية والأمن الرقمي، بمثابة مرجع رئيس للمركز، يستقي منه خلاصات هذه البحوث ويسخرها في دورة جديدة للابتكار والمعرفة لإنتاج بحوث جديدة وإثراء المجال.»
ويعمل المركز على ربط الدوائر الحكومية في إمارة عجمان بالقطاع الخاص، وأطلق مبادرات ومشاريع عدة؛ منها سلسة مستقبل إمارة عجمان، الذي تضمن إطلاق أول حافلة ذاتية القيادة في الإمارة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإطلاق مركز سعادة متعاملين المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فضلًا عن المختبر المتنقل بالطائرات دون طيار بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على المواد. فضلًا عن طرح مجموعة برامج تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية ورفدها بمهارات المستقبل في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي؛ منها برنامج عجمان إكس أكاديمي، الرامي إلى تأهيل الموظفين والطلبة وتطوير معارفهم ومهاراتهم في رحلة الابتكار المتقدم، لطرح أفكار وحلول تساهم في مواجهة تحديات تواجهها الإمارة والعالم، بتعاون مع شركات تقنية عالمية؛ مثل شركة هواوي وإنتل ودو، ومؤسسات عالمية متخصصة بالتدريب والتعليم الرقمي.
رؤية مستقبلية
وقالت الشيخة نورة «بالنظر إلى حجم الاستثمارات التقنية الحالية في منطقة الخليج عمومًا وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، من الضروري أن تضع الحكومات استراتيجيات مدروسة لقيادة الابتكار والتقنيات الرقمية وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي المتقدم والتعلم الآلي والعمل عن بعد والنقل الذاتي، لرفع جاهزية العالم في هذه المجالات ومواجهة جميع المخاطر المتوقعة والمؤثرة.»
وتوقعت الشيخة نورة، في حديثها لمرصد المستقبل، أن يزيد حجم الاستثمارات التقنية، بسبب عوامل؛ منها تسارع الطلب على الخدمات الرقمية المتطورة خلال جائحة كوفيد-19، فضلًا عن الإقبال على تطوير مشاريع مستقبلية في مجال التحول الرقمي، وظهور مدن ذكية بنمط متطور ومختلف، وتخفيف مخاطر أمن تقنيات المعلومات، وتزايد حوادث اختراق البيانات، والتصدي للجائحات، لضمان استمرار الأعمال تحت أي ظرف.
وقالت الشيخة نورة «نطمح في مركز عجمان إكس إلى تطوير حلول جديدة للانتهاكات الأمنية المستقبلية المتوقعة، ونأمل في تنفيذ مشاريع تحول تقني بأعلى معايير الأمن الرقمي؛ ومنها المركبات ذاتية القيادة المتصلة بواسطة شبكة الجيل الخامس، وتطبيقات العمل والتعلم عن بعد المتصلة بشبكات موحدة موثوق بها جدًا.»
تعزيز الأمن الرقمي في دولة الإمارات
وذكرت الشيخة نورة إن «دولة الإمارات تعمل على تعزيز الأمن الرقمي لأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، من خلال مبادرات عدة؛ تشمل بطاقة الهوية الصادرة من دولة الإمارات، وخدمة الدخول الذكي، وإطلاق تطبيق الهوية الرقمية.»
وأضافت «تتبنى دولة الإمارات إجراءات وتدابير ومبادرات عديدة لتعزيز أمنها السيبراني، نذكر منها تنفيذ الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات شبكة اتحادية معززة ببنية تحتية مشتركة تسمح بالتوصيل البيني، وتبادل البيانات بين جميع الجهات المحلية والاتحادية، وتعزز قنوات التواصل فيما بينها باستخدام بنية تقنية موحدة وآمنة توفر بيئة أمن متعددة الطبقات بالاعتماد على الترميز متعدد البروتوكولات، فضلًا عن تأسيس مركز الاستجابة الوطني لطوارئ الحاسب الآلي، الرامي إلى تحسين معايير وممارسات أمن المعلومات، وحماية البنى التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من مخاطر واختراقات الإنترنت.»
المخاطر السيبرانية
يذكر أن المخاطر السيبرانية، هي الناجمة عن الاستخدام السيء لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتهدد أمن الإنترنت وما يتصل به من أنظمة وبيانات من ناحية سريتها وسلامتها وتوافرها، إذ يتوقع باحثون أن تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية لما تتمتع به من ميزات تشجع الهاكرز على استخدامها، ما يتطلب حوكمة الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره وأثاره السلبية، مع ضرورة تعزيز وعي المُستخدِم، وتعاون الباحثين مع صناع القرار، وتشجيع الكشف عن ثغرات الأنظمة والتطبيقات بتفعيل المكافآت المادية، واللجوء للاختبارات الأمنية، وتفعيل معيار المركزية، وتفعيل خوارزميات ذكاء اصطناعي دفاعية.
ويُخشى كذلك، من استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي التجارية لأغراض إرهابية، وتحسين أداء المشتركين في تلك الهجمات، وزيادة نطاق تأثيرها وتوسيعها واحتشادها، وتحرر الجاني من قيود الزمان والمكان، وانتشارها على نطاق عالمي، واتساع مدى ذاتية الأنظمة، ما يُحتِّم على الحكومات فرض حد أدنى من المعايير على الشركات لتصنيع أنظمة مقاومة للهجمات السيبرانية والتلاعب، وفرض قيود على عمليات الشراء، وفرض قيود على مستخدمي الأنظمة الذكية، ومراقبة أطر العمل مفتوحة المصدر في الأنظمة الذاتية، وتطوير نظم دفاع مادية فعالة، وتوفير آلية مرنة للتدخل البشري عند الضرورة، للاستفادة من القفزات الهائلة للذكاء الاصطناعي على نحو أمثل، وتجنب مخاطره وسلبياته.
The post مركز عجمان إكس يعزز التقنيات الرقمية والأمن السيبراني لمواجهة تبعات كوفيد-19 appeared first on مرصد المستقبل.