رسا مزاد علني عالمي على أحدهم، دفع أمس الاثنين أكثر من مليونين و555 ألفا من الدولارات، ليقتني ما عرضه المزاد "أونلاين" عبر الإنترنت، وتنافس عليه كثيرون طوال 10 أيام، وهي سيارة "مرسيدس" استخدمها 3 ملوك عرب، ممن وجدت "العربية.نت" أنهم، وأيضا بعض من استخدمها من المقربين، قضوا قتلا الواحد بعد الآخر، أكبرهم سنا كان بعمر 48 والأصغر 23 عاما.
المالك الجديد للسيارة، وهي طراز Mercedes-Benz 770K سوداء اللون بأربعة أبواب، لا يزال مجهول الهوية للآن، واقتنى المرسيدس التي أوصى عليها في 1930 من كان ملكا باسم "فيصل الأول" على العراق، بين 1921 إلى حين وفاته في 1933 أثناء فحوصات روتينية كان يجريها في "برن" عاصمة سويسرا، مع أنه كان بعمر 48 فقط.
ذكروا وقتها أن "وفاته" كانت بعلة تصلب الشرايين، إلى أن طغى على ما ذكروه انتشار سريع لتكهنات، أهمها أن الملك مات مسموما، بعد أن أشارت أصابع الشبهة إلى الممرضة البريطانية التي كانت تشرف على فحوصاته، بأنها "قدمت له كوب شاي فيه زرنيخ سام" فشربه ولفظ آخر أنفاسه، وتم تحنيطه ونقله إلى إيطاليا، ثم حيفا وعكا، حتى وصل في 15 سبتمبر 1933 إلى حيث دفنوه في المقبرة الملكية ببغداد، ومعه دفنوا ما لم تكشفه الفحوصات عن تصلب الشرايين، وبقي القتل العمد هو السائد.
كان مقرّبا من هتلر
بعده، آلت "المرسيدس" لمن ورثها مع العرش، وهو ابنه الملك غازي، فاستخدمها كما كان يفعل والده الراحل، أي للمهمات الحكومية الرسمية، إلى أن حدث بعد 14 يوما من احتفاله بعيد ميلاده السابع والعشرين، ما أدى ليلة 4 أبريل/نيسان 1939 إلى مقتله على قارعة الطريق ببغداد، في حادث سيارة غامض ومشبوه، فقد كان يقودها بنفسه، حين فقد سيطرته عليها، وانحرف ليصطدم بعمود كهرباء، هوى على رأسه.
إلا أن أكثر ما أكد بأن ما حدث للملك، الموصوف وقتها بمقرّب من "فوهرر" النازية أدوف هتلر، كان عملية اغتيال أكثر مما هو حادث قضاء وقدر، اختفاء خادمه الخاص "عبد سعيد" بعد الحادث مباشرة، والعثور عند معاينة جثته على إصابته بجرح خلف الرأس من أداة معدنية حادة.
ثم ورثه ابنه الملك فيصل الثاني، مع خاله "عبد الإله" وصيا على العرش، لأنه كان طفلا عمره 6 أعوام، لذلك كان الخال يستخدم السيارة أيضا، ولما شبّ الملك وأصبح في 1953 بعمر 18 واعتلى العرش، بدأ يستخدمها كجده وأبيه وخاله، حتى ورئيس الوزراء في عهده، نوري السعيد، إلى أن أطاحه انقلاب دموي أدى في 14 يوليو 1958 إلى مقتله بعمر 23 في مجزرة "قصر الرحاب" الشهيرة.
في تلك المجزرة، قتل الانقلابيون خاله عبد الإله رميا أيضا بالرصاص، وقتلوا كل أفراد العائلة العراقية المالكة، نساء ورجالا، ولم تنج بالصدفة سوى الأميرة هيام، زوجة خال الملك وولي عهده عبد الإله. أما رئيس الوزراء نوري السعيد، وكان بين من استخدموا السيارة أيضا، فبحثوا عنه وطاردوه، وضيّقوا عليه الخناق، حتى وجدوه بعد يوم واحد من هروبه، فحاصروه وقتلوه وسحلوا جثته ببعض شوارع بغداد، وهي معلومات لا تعني أن ما صنعت الشركة 117 سيارة منها بين 1930 إلى 1938 وجعلت لها لوحة باسم "بغداد 83807" تميزها، هي نحس وشؤم لمالكها، وتقتل كل من يستخدمها، بل هي صدفة معلوماتية فقط.
جددوها في بيروت وشحنوها إلى أميركا
والسيارة التي كان لهتلر أكثر من واحدة مثلها، محظوظة كالذي اشتراها، لأن الملك نقلها قبل مقتله بأشهر إلى بيروت لتجديدها، فبقيت سنوات، حتى أعادتها السلطات العراقية وأبقتها في بغداد، وفقا لما قرأت "العربية.نت" بسيرتها، الوارد فيها أن مؤسسة Indianapolis Motor Speedway Foundation الأميركية لسباق السيارات وتوابعه، اشترتها في 1967 وشحنتها إلى متحف لها بمدينة "إنديانابولس" عاصمة ولاية إنديانا الأميركية.
سيارة هتلر
هناك كانت تعرضها أحيانا في مضمار السباق، أو ضمن تجمعات لسيارات قديمة، إلى أن قررت قبل 3 أسابيع بيعها في مزاد علني انتشر خبره في وسائل إعلام دول بكل القارات ومعظم اللغات، وفيه ترويجه ذكرت أن ما يميزها سقف ثلاثي قابل للرفع، ومحرك سعة 7.7 ليتر، مع ناقل حركة يدوي بثلاث سرعات، إلى جانب ارتباطها طوال 37 عاما بملوك العراق الثلاثة وتاريخه الحديث.