مفتاح غرفة كانت لنابليون بونابارت في منزل أمضى فيه سنواته الأخيرة بجزيرة نفاه إليها الإنجليز بعد خسارته في 1815 لمعركة Waterloo مع جيشهم، عرضته Sotheby's الدولية بمزاد ينتهي هذا الخميس ببيعه لمن يدفع أكثر.
ديفيد ماكدونالد، المتخصص البريطاني في "سوذبيز" لندن بالأثاث وتوابعه، ذكر في بيان أن المفتاح طوله 13 سنتيمترا، وقال في ما قرأته "العربية.نت" بموقع الدار، أن المفتاح "تم العثور عليه داخل ظرف وجدوه في صندوق منزل باسكتلندا، كانت الأسرة التي تملكه تعلم دائمًا بوجوده فيه، لكنه كان مخبئا وتجهل مكانه، إلى أن تم العثور عليه مؤخرا"، وفق تعبيره.
وأعطاه لوالدته المعجبة بنابليون
قال أيضا، إن جنديا بريطانيا اسمه Charles Richard Fox أخذ المفتاح بعد قرن من وفاة نابليون في 5 مايو 1821 بغرفته في المنزل الذي عاش فيه منفيا مع عدد من أنصاره بجزيرة "سانت هيلانة" الواقعة في متاهات المحيط الأطلسي بين أنغولا في أفريقيا والبرازيل، وأعطاه حين عودته من زيارة الجزيرة لوالدته المقيمة في اسكتلندا، وهو منزل كبير يقع في منطقة Longwood بسانت هيلانة، ونراه في فيديو أدناه، تظهر فيه غرفة طعام، تليها غرفة نوم بسريرها الأبيض، ثم الحمام، وبعدها يظهر السرير الذي توفي عليه نابليون وبالكاد كان عمره 52 سنة.
إلا أن ما يبدو في الفيديو كعيش رغد "تمتع" به نابليون في المنزل بتلك الجزيرة، مغاير تماما للحقيقة، لأنه عاش أسوأ فترات حياته فيها، حيث كان حاكمها الإنجليزي "السير هدسون لوي" يجهد لتسريع موته، لذلك خصص منزلا "كان شديد العطب، كثير الرطوبة تعصف به الرياح على الدوام" وفقا لسلسلة تحقيقات نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية، وكشفت أن نابليون اشتكى باستمرار من ظروف العيش السيئة في رسائل وجهها إلى حاكم الجزيرة تلك الفترة، ثم كتب ذكرياته بمعاونة من عاشوا معه في "سانت هيلانة" وذكر فيها الشيء نفسه.
أما الجندي الذي سحب المفتاح من قفله في باب غرفة نوم نابليون التي توفي فيها، فأعطاه لوالدته "لأنها كانت معجبة بالإمبراطور الفرنسي، إلى درجة أنها أرسلت إليه في إحدى المرات حلوى من صنعها (حين كانت مراهقة) وبعض الكتب" بحسب ما كتب الجندي على ورقة وضعها مع المفتاح داخل ظرف ستباع معه بالمزاد، وبسعر قدرت "سوذبيز" أنه قد يصل إلى 5000 إسترليني، أي أقل من 6700 دولار تقريبا، وهو ما لا يتناسب مع أهمية المفتاح، لذلك فالتقديرات أن يبلغ التنافس أشده حتى الخميس، ويصل السعر إلى أكثر من التقدير بكثير.
بأقل من 2000 دولار
وتم الكشف مؤخرا أن نابليون توفي بسبب سرطان المعدة، وفقا لملاحظات كتبها جراحه الأيرلندي الدكتور Barry O’Meara ووردت بتقرير طبي عن صحته، اتضح منه أن الإمبراطور المنفي "تعذّب" من آلام الأسنان والحمى الشديدة، وعانى في منفاه بالجزيرة من آلام شديدة بسبب السرطان وأمراض أخرى، فيما قال المؤرخ Andrew Roberts إن التقرير الطبي، كشف أن السرطان الذي تبرعم في 1818 بمعدة نابليون قتله بعد عيشه 3 أعوام في ذلك المنزل.
وكان الجراح أوميرا، وصل إلى الجزيرة مع نابليون وبقي حتى فصله الحاكم "لكونه ودودا للغاية معه، وقلقا بما فيه بشأن الأعراض التي اعتبرها أزمة خطيرة"في تقرير قال فيه إن نابليون "يعاني معاناة جسدية شديدة، وزيادة كبيرة في الألم بالجانب الأيمن، وصداعا مزعجا، وقلقا عاما وضغطا نفسيا، وجلدا ساخنا وجافا، وتسارعا في النبض، وكل شيء ينذر بأزمة خطيرة" وهو التقرير الذي باعته دار Heritage Auctions للمزادات في مدينة "دالاس" بولاية تكساس بأقل من 2000 دولار، ولا بد أن الإعلام سيعيد التطرق إليه حين مرور 200 عام على وفاة نابليون في 5 مايو المقبل.