شهران أو ما يزيد قليلا، فصلا بين رحيل الفنان سمير غانم وزوجته دلال عبدالعزيز، التي لحقت به بسيناريو مشابه، بعد إصابتها بفيروس كورونا، ورحيلها إثر ما يعرف باسم "أعراض ما بعد كورونا".
رحلت هي بعده بشهرين، وتزوجته وهو يكبرها بـ 20 عاما، وخرجا من حياتهما بابنتين هما دنيا وإيمي.
اللقاء الأول
"أهلا يا دكتور" كانت المسرحية التي شهدت اللقاء الأول بينهما ليقعا في غرام متبادل، لم ينهه سوى الموت، بعد أن صرحت دلال عبد العزيز بحبها له، وحينما أخبرها أنه يكبرها في العمر بـ 20 عاما، لم تعط الأمر اهتماما، وقررت أن تستكمل حياتها إلى جواره.
محطات كبرى وهامة، وتفاصيل وكواليس جمعتهما، حينما تستمع إليها، تعلم تمام العلم أن دلال عبد العزيز لم تكن لتتمكن من العيش دون حبيبها سمير غانم.
فهي التي كانت تراقبه وتطارده بسيارتها، خوفا عليه من المعجبات والصديقات، وهي التي كانت تحارب للحصول على أي دور في أي عمل خارجي، من أجل مرافقة زوجها المتواجد خارج مصر، فهي أبدا لا ترغب في تركه.
مزحة مدبولي
ولعل ذلك الأمر مازحها به الراحل عبد المنعم مدبولي حينما سألها عن المسافة التي قطعتها بسيارتها، فأجابته قائلة "12 ألف كيلو يا أستاذ"، ليمازحها قائلا "11 ألف ورا سمير يا دلال".
تلك السيدة التي جلست تبكي حينما شاهدت زوجها ورفيق رحلتها، يكرم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في السنوات الأخيرة، وكأنها هي من تنال التكريم وليس سمير غانم.
وللأبناء نصيب من الرواية، خاصة أنها تحدثت من قبل عن سر تسمية "دنيا" ومن بعدها "إيمي"، مؤكدة أنها وقت ولادة "دنيا" رأت أن حياة سمير غانم اختلفت للغاية.
سر أسماء دنيا وإيمي
فقررت أن تختار جملة مترابطة، وهي "دنيا سمير غانم"، بعد أن صارت حياته مختلفة بقدوم ابنته الأولى، ولكنها وقت ولادة "إيمي" لم يكن الأمر بيدها.
حيث اختارت لها اسما آخر، ولكن والد سمير غانم الذي كان يعمل في جهاز الشرطة، طلب منه أن يسمي ابنته "أمل"، فانصاع لرغبة والده، وذهب لتوثيقها بهذا الاسم.
ومع رضوخ العائلة لرغبة الجد، قررت الأم أن تطلق على ابنتها اسم "إيمي" ولم يعد أحد يناديها "أمل"، ذلك الاسم الذي ظل حاضرا في الأوراق الرسمية فقط.
الهدايا المتبادلة
ومن المواقف الطريفة التي جمعت الثنائي وأبدا لم تغضب دلال عبد العزيز، كان أمرا يتعلق بالهدايا المتبادلة، فعيد مولدهما متقارب، هي من مواليد السابع عشر من يناير، وزوجها من مواليد الخامس عشر من نفس الشهر.
وفي أول عام لهما معا، أحضرت له هدية، وانتظرت هديتها بعدها بيومين، ولكنها فوجئت به يخبرها أن الأمر ما كان ليكون منطقيا، حيث سيظهر وكأنه يرد لها الهدية، وهو ما اقتنعت به.
وفي العام التالي قررت ألا تقدم له هدية، انتظارا لهديتها، وحينما حل يوم ميلادها، لم يحضر لها شيئا، فسألته عن الأمر، ليجيبها قائلا "لو كنتي قدمتي السبت.. كنتي لقيتي الأحد"، وهكذا بات يراوغها في الأمر بشكل كوميدي.
تلك الضحكات والابتسامات والطرفات التي جمعتهما، رحلت حينما رحل سمير غانم في البداية، ولعل العائلة ألمحت في أكثر من مناسبة إلى كون دلال عبد العزيز في مرقدها تشعر بأن رفيق عمرها وحبيبها لم يعد موجودا في هذه الدنيا.
كانت في الآونة الأخيرة تتحاشى السؤال عنه، خوفا من أن يمتلك أحد الجرأة ويخبرها برحيله، حتى ذهبت هي إليه في النهاية، حيث لم تكن لتقوى على العيش بدونه.