مهاجر مصري، أب لابنين، وبالكاد مضى شهران على عمله كمدير لمطعم تم افتتاحه حديثا وسط مدينة Charleston في ولاية كارولينا الجنوبية بالشرق الأميركي، تعرض قبل دقائق من منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، لسطو قام به أميركي اسمه Antwan Lamont Scott وعليه قناع، ولما تصدى له مدير المطعم، جابر بغدادي، قتله برصاصة، وفر بعد خلعه للقناع وسط العتمة "مشيا على قدميه"، وفقا لما ذكرت الشرطة التي وجدته في اليوم التالي واقتادته معتقلا.
القتيل المصري بعمر 65 عاما "كان يعيش الحلم الأميركي دائما"، طبقا لما قالت ابنته الكبرى ياسمين، لقناة ABC News4 التلفزيونية الأميركية، مضيفة ما علمته من الشرطة، وهو أن والدها "كان يهم بإغلاق الباب الخلفي للمطعم حين هاجمه الموظف السابق بشركة المطاعم"، أي مجموعة Charleston Hospitality Group المالكة مطعم Toast All Day الذي تم افتتاحه بأوائل يونيو الماضي، كسادس فرع للشركة التي استنتجت "العربية.نت" من سيرتها أن مؤسسها ورئيسها التنفيذي قد يكون عربي الجنسية، لأن اسمه سام مصطفى.
وراء القضبان مدى الحياة
أما القاتل "أنطوان لا مونت سكوت" البالغ 29 سنة، فمثل أمس الخميس أمام قاض، طلب أن يمثل أمام قاض غيره الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن يستمع منه إلى تهم بالقتل ومحاولة السطو وحيازة سلاح قاتل أثناء ارتكاب جريمة عنيفة، وهو ما قد يقوده للبقاء وراء القضبان مدى الحياة.
ومما قالته الابنة ياسمين، المولودة قبل 26 عاما في الولايات المتحدة، والعاملة ممرضة في مستشفى جامعة "ثاوث كارولينا الطبية" بشارلستون، إن والدها "كان محبوبا لكثيرين.. كان طاهيا شغوفا بتخصصه ومحبا لعمله، ورجل بيتزا كبير.. الجميع يعرف البيتزا التي كان يعدها بطريقة نيويوركية لذيذة"، وفق تعبيرها.
قالت عن أبيها أيضا، إنه "هاجر ليكسب لقمة العيش لعائلته، وترك لنا كل ما لدينا الآن. ولا يمكنني أن أقول كم نحبه نحن ونفتقده، برغم أن يوما واحدا فقط مرّ على ما حدث، إلا أننا نشعر وكأننا نتعامل مع هذا الأمر منذ أسابيع"، على حد ما ذكرت ياسمين التي لم تتطرق إلى شقيقها الذي ولد أيضا في الولايات المتحدة، سوى أنه تخرج في كلية The Citadel العسكرية.
وتقام اليوم الجمعة صلاة الميت على جثمان جابر بغدادي في مسجد قريب 500 متر تقريبا من حيث يقع المطعم بشارع كينغ ستريت في وسط المدينة، وهو مسجد شارلستون المركزي، على حد ما ألمت به "العربية.نت" من موقع صحيفة The Post and Courier الصادرة في شارلستون، يليها تشييعه للدفن في المقبرة الاسلامية بشمال المدينة.