يُعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، واحدا من أشهر المعابد الأثرية في مصر، حيث ترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة، توافق الأولى 22 أكتوبر والثانية 22 فبراير من كل عام.
وقام ببناء هذا المعبد الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م – 1213 ق.م)، أشهر ملوك مصر من عصر الدولة الحديثة، ويُعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما.
ويمتاز المعبد بتصميم معماري فريد، حيث نقرت واجهته في الصخر وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20 مترا، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 مترا، وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة "قادش"، التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية القديمة.
أوضح نصر سلامة، خبير الآثار ووكيل وزارة الآثار بأسوان سابقاً لـ"العربية.نت" أن هذا المعبد يضم اثنين من أهم المعابد الصخرية في أقصى جنوب مصر، وهما أبو سمبل الكبير الذي كان مكرساً لعبادة "رع حور آختي" و"آمون رع" و"بتاح" والملك نفسه، وذكر أن المعبد بالكامل منحوت في الصخر، ويمثل إحدى معجزات الهندسة المعمارية في العالم القديم، كما استغرق نحت المعبد 20 عاماً وتم تنفيذ محور المعبد بحيث يسمح باختراق آشعة الشمس إلى قدس الأقداس مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.
ومعبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد 100 متر من المعبد الأول والذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك، فقد أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته ومحبوبته، وتزين واجهته 6 تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها.
ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق 24 متر، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة، التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة.
ويظهر الإبداع المعماري لهذا المعبد مع تتابع تعامد أشعة الشمس على أقصى مكان داخل المعبد، وهو ما نسميه "قدس الأقداس" حيث يجلس الملك رمسيس الثاني، وبجواره تماثيل للمعبودات "آمون رع" و"رع حور آختي" و"بتاح" معبود العالم الآخر، تشرق أشعة الشمس على هذه التماثيل ما عدا تمثال "بتاح" لكونه معبود العالم الآخر والذي يجب أن يتصف بالظلام.
وأطلق اسم "أبو سمبل" على الموقع الأثري الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، الذي اكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه إلي هذه المنطقة طفل يدعى "أبو سمبل".
وفي عام 1960 كان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وبناء خزان المياه بعد بناء السد العالي في محافظة أسوان على نهر النيل.
وأضاف سلامة أن تكلفة مشروع إنقاذ المعبد حوالي 40 مليون دولار أي ما يوزاري مبلغ 14 مليون جنيه مصري في ذلك الوقت تم جمعها لإنقاذ المعبد، وكانت الأيدي العاملة بالكامل من العمال المصريين، وكان الاتفاق أن لا يزيد سمك القطع عن 6 ملم، ونجح العمال المصريين في تحقيق أقل من هذا حيث بلغ سمك القطع 4 ملم فقط ، كما بلغ إجمالي عدد القطع حوالي 1142 قطعة بما يوازي 250 ألف طن، ونقل المعبد على بعد 210 متر غرب مكانه الأصلي ويرتفع حوالي 65 متر عن سطح الأرض، وشارك حوالي 2000 عامل مصري في تنفيذ هذا المشروع.