في خطوة، حمّالة للأوجه والتفسيرات، نشر الجيش الأميركي أمس السبت طائرة في الشرق الأوسط، ليست ككل الطائرات، لأنها من طراز يستخدمه عادة للقصف في بداية هجمات عسكرية كبيرة يشنها لتدمير منشآت معادية ضخمة وبنى تحتية لوجستية، وهي المعروفة باسم B-52 Stratofortress الاستراتيجية القاذفة، والعاملة دون سرعة الصوت، مع قدرة على حمل 31 طنا من الأسلحة، والتحرك في نطاق قتالي نموذجي بعيد المدى، يزيد عن 14 ألف كيلومتر، من دون الحاجة للتزود بالوقود الجوي، الا بعد قطعها لأكثر من 141 ألفا من الكيلومترات، بسرعة 1000 كلم بالساعة.
نشر هذه الطائرة "النذيرة ببدء هجمات أحيانا" جاء بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترمب انسحابا جزئيا لقوات أميركية تعدادها 2500 جندي من أصل 4500 في أفغانستان، ومثلها عددا من أصل 3000 بالعراق، وهي اشارة لتوتر عسكري محتمل في المنطقة، مع أن الجيش الأميركي لم يكشف عن المكان الذي حطت فيه B-52 التي نراها في الفيديو أدناه، وهي تقلع السبت من قاعدة Minot الجوية بولاية داكوتا الشمالية، وهي الوحيدة المحتوية في الولايات المتحدة على صواريخ بالستية عابرة للقارات، مخزنة مع منصات اطلاقها تحت الأرض، اضافة الى وجود أسطول فيها من قاذفات قادرة أيضا على حمل رؤوس نووية.
الا أن المرجح أن تكون الطائرة المكون طاقمها من 5 أفراد، هبطت في قاعدة Diego Garcia الواقعة في جزيرة بالاسم نفسه في المحيط الهندي، بحسب ما ألمحت اليه شبكة Fox News التلفزيونية الأميركية السبت، وهي قاعدة بعيدة 5000 كيلومتر عن ايران، وفقا لما ألمت "العربية.نت" من سيرتها، كما من أخبار مؤرشفة عنها، منها أنه سبق للولايات المتحدة أن نشرت فيها 4 طائرات من الطراز نفسه، نقلتها من قاعدة Barksdale بولاية لويزيانا، تزامنا في مايو العام الماضي مع توجيه "تشكيل إبراهام لنكولن البحري" إلى المنطقة، لمواجهة تهديدات صدرت عن ايران ذلك الوقت.
كما نشرت 6 طائرات في يناير هذا العام "ردعا لايران من محاولة تعطيل الملاحة البحرية في المنطقة" انتقاما من شن طائرة أميركية مسيّرة، غارة ليلية قرب مطار بغداد، انتهت ذلك الشهر بقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، اضافة الى أبو مهدي المهندس، نائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" الموالي في العراق للفيلق الايراني.
مراقبة ما يزيد عن مساحة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين
وفي بيان صدر عن "القيادة المركزية للجيش الأميركي" السبت، أن مهمة B-52 البالغ ثمنها 110 ملايين دولار، وصنعتها "بوينغ" في بداية الخمسينات ، هي "مهمة طويلة، والهدف من نشرها الآن، ردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها (..) وأن الولايات المتحدة لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم" وكل هذه التعابير تشير دائما الى ايران وحلفائها، خصوصا في العراق.
وارد أيضا في تقارير نجدها "أونلاين" عن "بي-52" التي يمكنها التحليق على ارتفاع يزيد عن 50 ألف قدم، أنها قامت وحدها بتسليم 40 % من كل الأسلحة التي استخدمتها قوات التحالف في معارك "عاصفة الصحراء" التي انتهت في 1991 بتحرير الكويت من الغزو العراقي. كما نجد في تقرير طالعته "العربية.نت" بموقع US.Air Force للقوات الجوية الأميركية، أن بامكان طائرتين منها، مراقبة 364 ألف كيلومتر مربع من أحد المحيطات، في ساعتين، أي أكبر من مساحة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.