تخضع غالبية الأخبار الكاذبة المتداولة عبر الشبكات الاجتماعية إلى التدقيق والتكذيب، لكن بعض المقالات الساخرة قد تفلت من هذا المصير وتنجح في إثارة الجدل ويصدقها القراء.
وعلى سبيل المثال، انتشرت في الفترة الماضية مجموعة من العناوين الكاذبة، مثل القبض على بيل غيتس بتهمة الاتجار بالأطفال وشنقه في غوانتانامو، أو إعدام توم هانكس على يد الجيش الأميركي.
وتكمن المشكلة في أن الكثير من مستخدمي الإنترنت يتشاركون هذه المقالات الساخرة التي تغزو الشبكات الاجتماعية، ويصدقها البعض.
والت ديزني جمدت جثته
فقد نُشرت القصص الساخرة عن بيل غيتس وتوم هانكس عبر موقع Real Raw News الذي يفيد بأن مقالاته لها طابع "إعلامي وتعليمي وترفيهي" و"تنطوي على روح الدعابة والمحاكاة الساخرة والهجاء".
فيما دعي مقال آخر تم تداوله على نطاق واسع أن جثة والت ديزني الذي توفي عام 1966، تم تجميدها وسيذاب عنها الجليد قريبا، بينما في الواقع تم حرق جثة مؤسس إمبراطورية ديزني منذ زمن بعيد.
ونُشر المقال عبر موقع "ديلي نيوز ريبورتد" الذي يحمل شعار "ليست جريدة يومية حقا، وليست إخبارية حقاً"، معرّفاً عن نفسه بأنه "جريدة فكاهية مزيفة وموقع ساخر".
تضليل عن عمد
تعليقا على تلك الظاهرة، قالت كلير واردل، وهي المؤسسة المشاركة ومديرة منظمة First Draft التي تكافح المعلومات المضللة، إن المواقع "الساخرة" أو "الفكاهية" قد تستخدم عمدا علامات التحذير الخاصة بمثل هذه المحتويات للهروب من مراقبة المنصات.
كما أوضحت لوكالة "فرانس برس" أن "هناك أشخاصا خبثاء أو متخصصين في نشر المعلومات المضللة يصفون محتواهم بأنه ساخر مع علمهم بأنه سيتم نشره من دون هذا التصنيف". وأضافت أن هذا الأسلوب أصبح "استراتيجية لكسب المال أو بث التفرقة".
في الأثناء، تواجه المنصات أيضا معضلة، إذ يُنظر إلى السخرية أو الرسوم الكاريكاتيرية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى على أنها جزء مهم من الخطاب السياسي وهي محمية ضمنياً بموجب الدستور أو قوانين الصحافة.
ومن شأن منحها هذا التصنيف على أي موقع، أن يعفيها من التعرض لخوارزميات فيسبوك التي من شأنها جعل المعلومات التي يتم التلاعب بها أقل ظهوراً، وفي بعض الحالات، إفلاتها من المدققين!
"ماكرون لا يصافح الفقراء"
فخلال الحملة الرئاسية الأميركية لعام 2020، وجد موقع التحقق "بوليتيفاكت" التابع لمعهد بوينتر أكثر من 100 موقع إلكتروني ينشر معلومات ساخرة، من دون تحذير صريح.
وهذا الأسلوب، بحسب "بوليتيفاكت"، "شائع لدى ناشري المعلومات الكاذبة لكسب المال عبر الإنترنت" بفضل الإعلانات الناتجة عن نشرها على نطاق واسع.
إلى ذلك، وفي قصة مشابهة لما حدث في الانتخابات الأميركية، أثارت في عام 2017 خلال الانتخابات الفرنسية، مقابلة مزيفة مع الفائز المستقبلي إيمانويل ماكرون نُشرت قبل عام على موقع Le Gorafi الساخر جدلا كبيرا.
ونقل الموقع الساخر عن وزير الاقتصاد "الشاب والوسيم" حينها "عندما أصافح شخصا فقيرا، أشعر بالقذارة طوال اليوم". ولم يمنع الطابع المفبرك بالكامل لهذه التصريحات مستخدمين غاضبين من نشر هذه المقابلة المزعومة عبر صفحاتهم.
"زعيم داعش ألقى السلاح من أجل الحب"
وإضافة إلى Le Gorafiالفرنسي، يُعتبر The Onion في الولايات المتحدة وThe Beaverton في كندا من أشهر المواقع الساخرة المتخصصة في نشر مثل هذه الأخبار المفبركة.
لكن بعض المواقع الأخرى تثير غموضا أكبر، مثل Babylon Bee ذي المنحى المحافظ أكثر والذي نشر مقالا يؤكد أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي قرر إلقاء السلاح بعدما اقتنع بدعوة أطلقتها المغنية كاتي بيري من أجل الحب بين جميع شعوب العالم.