كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذي يعانون من "متلازمة المحتال" (imposter syndrome) يتمتعون بمهارات شخصية أفضل ويمكن أن تجعلهم موظفين أفضل.
فقد أكدت الدراسة التي أجرتها عالمة النفس بسمة توفيق، في كلية "إم آي تي سلون" للإدارة في كامبريدج بماساتشوستس، أن المصابين بهذه المتلازمة يشعرون عادة بالقلق والتوتر ومشاعر بتدني قيمة الذات، إلا أنه تبين أن هذه العوامل يمكن أن توصل الموظف لمستويات أداء أفضل.
سلبيات وإيجابيات
وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة يميلون إلى التفكير في أنفسهم على أنهم "مُحتالون"، في حين أنهم لا يكونون كذلك بالفعل ويتمتعون بحرص على تحسين أدائهم والفوز باستحسان المحيطين بهم من زملاء ورؤساء.
في الأثناء، أشارت الدراسة إلى أن "متلازمة المُحتال" يمكن أن تكون بمثابة "بطانة فضية"، أو بمعنى حجر زاوية، يمكن أن تساهم بالنجاح في بعض النواحي، موضحة أنه ربما يكون الأشخاص المصابون بها هم الأنسب للعمل معهم.
في الوقت نفسه، كشفت النتائج عن بعض النقاط السلبية من بينها أنه يمكن لأفكار "متلازمة المُحتال" أن تعرقل جهود من يعانون منها حيث أنهم ربما لا يتمكنون بسببها من مساعدة أنفسهم حقًا عندما يتعلق الأمر بأداء عملهم بأفضل ما لديهم من قدرات.
اللباقة واللياقة في التعامل
في تجربة ثانية، قامت بروفيسور توفيق وفريقها البحثي بتقييم مستويات "متلازمة المحتال" لدى عدد من الأطباء المتدربين واختبار مدى تأثيرها على تعاملاتهم مع مرضى مزيفين.
وكشفت النتائج أن الأطباء، الذين يعانون من مستويات أعلى من المتلازمة كانوا أكثر عرضة للإدلاء ببيانات تعترف بألم المريض وطرح أسئلة المتابعة والإيماء بالرأس واليدين والتواصل بالعين والتحدث بنبرة مقبولة.
كذلك، أشارت النتائج إلى أن الأشخاص، الذين يعانون من المتلازمة في جميع أنواع المهن – وليس شاغلي الوظائف المكتبية فقط – يحاولون دون وعي تعويض شعورهم المُتصور بـ"عدم الكفاءة والثقة بأنفسهم'' من خلال أن يكونوا أنيقين ويسهل التعامل معهم.
لكن بروفيسور توفيق أكدت أن النتائج التي توصلت إليها لا تعني أن الإصابة بمتلازمة المُحتال أمر جيد، وإنما يمكن العمل لمزيد من البحث والدراسة لمحاولة معرفة كيف يمكن تقليل التوتر والقلق الناجمين عنها حتى يتسنى البدء في تبني الاتجاه الصاعد بين الأشخاص بشكل كامل.