يصادف اليوم الثامن والعشرين من شهر نوفمبر، ذكرى رحيل الفنانة المصرية شادية، التي رحلت عن عالمنا قبل 3 أعوام، ليظل تاريخها الفني الطويل باقياً ببصماته الكثيرة.
تلك الرحلة الفنية التي قدمت فيها شادية أكثر من 120 عملاً فنياً، بالإضافة لعشرات الأغاني التي مازال الجمهور يذكرها ويرددها، إلا أن هذه الرحلة انتهت نهاية ثمانينيات القرن الماضي بالتحديد عام 1986 دون سابق إنذار.
وظلت شادية بعيدة عن الأنظار، تعيش في هدوء وسلام دون أن تتحدث، سعيدة مع عائلتها والمحيطين بها، حتى رحلت في سلام دون أية أزمات.
ولعل سبب اعتزال شادية ظل لغزا محيرا للبعض، وفي ظل بحث الجميع عن الأمر، خرجت شادية في حوار وحيد بالصوت عام 1993 لتتحدث عن كواليس الاعتزال، ليظهر بعدها الفنان سمير صبري، أحد المقربين من الراحلة ليتحدث عما جرى.
ذكرت الراحلة أنها كانت ترغب بشدة في الاعتزال، وتشعر أنها لا ترغب في تقديم المزيد حتى فوجئت بالمخرج حسين كمال يعرض عليها تقديم عمل مسرحي، فأجابته بكونها تفكر في الاعتزال ولم تقف على المسرح مطلقا، فكيف لها أن تفكر في الأمر الآن، ولكنه أخبرها أنها ستقدم رواية "ريا وسكينة"، وهنا شعرت برغبة في معرفة المزيد، خاصة أنها تحب شخصية "ريا".
وبالفعل وافقت على تقديم المسرحية، واستقرت على أن تلعب بطولتها لعدة أشهر.
بعدها توجهت إلى الولايات المتحدة لإجراء جراحة، وعندما عادت اتجهت لأداء العمرة.
بعدها قدمت الراحلة أنشودة بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث كان آخر ظهور لها في أغنية "خد بإيدي"، لتتواصل من بعدها مع الشيخ الشعراوي، وتقرر ارتداء الحجاب والاعتزال.
إلى هنا انتهت رواية الراحلة شادية، قبل أن يخرج سمير صبري في لقاء إذاعي ويضع بعض النقاط على الحروف فيما يخص اعتزال شادية، مؤكدا أنها كانت دائما ما ترغب في إنجاب الأبناء، وحينما كانت زوجة لصلاح ذو الفقار أجهضت 3 مرات، ذلك الأمر الذي كان يحدث للمصادفة في الشهر السابع، الأمر الذي أثر على نفسيتها بشكل كبير، فاعتبرت أن شقيقها الصغير طاهر هو الأقرب إليها وبمثابة ابنها الذي لم تنجبه، كما جعلته مديرا لأعمالها، قبل أن تفجع بوفاته وهو شاب صغير.
صدمات كثيرة
لم تقف الصدمات في حياة شادية عند هذا الحد، فبعد فترة علمت بإصابتها بالسرطان، وأخبرها الأطباء في مصر بضرورة إجراء جراحة لإزالة الثدي، وهو ما قامت به بالفعل.
إلا أن الصدمة الكبيرة كانت حينما علمت أثناء تواجدها في أميركا أن تشخيصها في مصر كان خاطئاً، وأنه لم يكن هناك أي داع لاستئصال الثدي، لتلجأ بعدها الراحلة إلى الانعزال فابتعدت تماما عن الساحة الفنية إلى أن توفيت في 28 نوفمبر من عام 2017.