نجم سلة تركي يهدي فوزه لروح معلم قضى تعذيباً بسجون أردوغان

أهدى نجم كرة السلة التركي، أنيس كانتر، المحترف بالولايات المتحدة، عبر حسابه الرسمي على منصة "توتير"، فوز فريقه إلى روح المعلم التركي، جوخان أجيكولو، الذي تعرض للتعذيب حتى الموت أثناء احتجازه بأحد مراكز الشرطة التركية.

المعلم هو أحد ضحايا حملات اعتقالات ينظمها نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحجة محاولة انقلابية فاشلة مثيرة للجدل في 15 يوليو 2016.

وبعد عام ونصف العام من تعرض المدرس التركي للتعذيب حتى الموت، تم إثبات براءته وصدر قرار بإعادته إلى وظيفته، بحسب ما نشره موقع ستوكهولم للحرية، الذي أبرز أن حكومة حزب "العدالة والتنمية" بقيادة أردوغان أقرت أخيرًا ببراءة المعلم المتوفى.

يعد أجيكولو بطلًا لواحدة من أبرز جرائم النظام التركي المأساوية، حيث تعرض لاتهامات ظالمة وتم تعذيبه للاعتراف بها، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تعرضه للتعذيب، ثم صدر قرار من وزارة التعليم التركية بإعادته لوظيفته بعد ثبوت براءته في 7 فبراير 2018.

تم تسليم الوثيقة الرسمية لإعادة أجيكولو من قبل مدير المدرسة التي كان يعمل بها إلى أرملته، والتي تم فصلها أيضًا من وظيفتها بموجب مرسوم حكومي في إطار حالة الطوارئ المعلنة في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة.

تم اعتقال أجيكولو في 24 يوليو 2016 بتهم ملفقة بالتخطيط للانقلاب والانتساب لتنظيم إرهابي، وبقي في حجز الشرطة لمدة 13 يومًا، تعرض خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي. لم يتم استجوابه رسميًا قط، ولم تأخذ الشرطة منه حتى إفادة. وإنما كان يتم سحبه من زنزانته كل يوم لينال حصة من التعذيب ثم يتم نقله بسرعة إلى المستشفى عندما كانت تتدهور حالته، ثم يُعاد إلى المعتقل.

أخبر أجيكولو الأطباء عن الإساءات والتعذيب؛ ولكن، في بعض الحالات، لم يتم حتى تسجيل أقواله في التقارير الطبية، وتم التستر على أدلة الانتهاك الجسدي بضغط من عناصر الشرطة التركية.

تعرض أجيكولو للضرب المبرح والصفع في القفص الصدري والظهر وكذلك ضرب رأسه بالحائط. ولم تظهر على فحصه الطبي قبل وضعه رهن الاحتجاز أي علامات على وجود مشاكل في القلب؛ وفي نهاية المطاف تم الإعلان عن وفاته بسبب قصور في القلب.

عندما سقط مغشيًا عليه في زنزانته، تم استدعاء خدمات الطوارئ في وقت متأخر ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحجز بمركز الشرطة، على الرغم من أن السجلات الرسمية تم التلاعب بها لتعكس الحقيقة الزائفة بأنه توفي في المستشفى.

واضطرت عائلته لتولي كل إجراءات غسل ونقل الجثة بأنفسهم واضطروا إلى اصطحابه إلى مسقط رأسه في مقاطعة قونية في سيارتهم الخاصة. ولم يؤدِ إمام المسجد المحلي صلاة الجنازة بسبب تعليمات من مديرية الشؤون الدينية بأن "صلاة الجنازة لن تُؤدى للخونة (بحسب توصيف السلطات التابعة لأردوغان)". ومن ثم تم استكمال باقي مراسم الصلاة والجنازة والدفن بمعرفة عدد قليل من أقربائه المقربين.

حقق فريق "بورتلاند ترييل بليزرز" الذي يلعب له كانتر فوزا رائعًا هذا الأسبوع وأسهم كانتر في تحقيق الانتصار بفاعلية. أحرز إنيس كانتر 12 نقطة واستحوذ على 14 كرة مرتدة خلال مباراة فريقه ضد لوس أنجلوس ليكرز حامل لقب دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، واستغل كانتر هذه المناسبة لتسليط الضوء على ضحايا نظام الرئيس التركي أردوغان وممارساته القمعية وعمليات التعذيب الممنهجة التي يرتكبها أعوانه.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: