كشفت بيانات رصد حديثة أن حرائق الغابات تحت جليد القطب الشمالي طوال الشتاء، اندلعت فجأة في الصيف الحالي عندما ذاب الجليد فوقها.
ويبدو أن العام 2020 يشهد أسوأ حرائق الغابات في القطب الشمالي على الإطلاق منذ بداية توثيقها قبل 17 عامًا. وبينت الأرقام أن حرائق القطب الشمالي للصيف الحالي أطلقت كمية من الكربون في النصف الأول من تموز/يوليو 2020، توازي ما يصدر عن دولة بحجم كوبا أو تونس في عام كامل؛ وفقًا لموقع لايف ساينس.
ومنذ مطلع حزيران/يونيو 2020، اندلع أكثر من 100 حريق، في مختلف أنحاء القطب الشمالي؛ وفقًا لرصد خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي، المنظمة الأوربية المتخصصة بمراقبة الأرض.
وقال مارك بارينجتون، كبير علماء كوبرنيكوس «لا ريب أن الأمر مقلق، لم نتوقع أبدًا رؤية مستويات مشابهة من حرائق الغابات» وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.
الحرائق الدفينة
وترجح الفرضية أن الحرائق التي رصدها كوبرنيكوس، كانت مشتعلة تحت الجليد في البقايا النباتية الغنية بالكربون في سهوب التندرا القطبية، وعند ذوبان الجليد أشعلت تلك النقاط الساخنة حرائق غابات جديدة في الغطاء النباتي الواقع فوقها.
لكن الحرائق الدفينة ليست السبب الوحيد لحدوث تلك الحرائق، بل يساهم فيها أيضًا البرق والسلوك البشري لتنتشر الحرائق من سيبيريا إلى كندا.
موسم الحرائق
ويمتد موسم الحرائق من أيار/مايو إلى تشرين الأول/أكتوبر، ويبلغ ذروته بين شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وحطم موسم حرائق العام 2019 الأرقام القياسية في عدد الحرائق وكمية غاز الكربون الناتجة عنها، وأتت أرقام العام 2020 لتظهر أن الحرائق تجاوزت أرقام العام المنصرم.
وتقدر أرقام برنامج كوبرنيكوس أن الحرائق أطلقت خلال الشهور الثماني الأولى 244 ميجا طن من الكربون إلى الغلاف الجوي، أي أكثر مما أطلقته دولة فيتنام خلال العام 2017، وسببت الحرائق أيضًا إطلاق ملوثات أخرى أسهمت في جعل هواء أوروبا وروسيا وكندا أكثر تلوثًا.
ويتوقع العلماء ازدياد معدل الحرائق مع ازدياد وتيرة التغير المناخي في القطب بمعدل يفوق باقي مناطق الكوكب، ويأمل علماء مشروع كوبرنيكوس أن تسهم الأرقام المنشورة في زيادة الوعي بالمعضلة البيئية الخطيرة.
The post نيران دفينة تشتعل في القطب الشمالي مسببة حرائق هائلة appeared first on مرصد المستقبل.